حتى الآن لا يكفي الاعتذار عما جرى، فلو لم يحدث ما حدث لما كان هنالك اعتذار ولم تحسب أمريكا حسابا لهذه الأمور بل هي ترى أن ذلك حرية وأية حرية هذه إذا لم تحترم الدين والعقيدة ولم تعمل حسابا للمسلمين الذين جاءت رسالتهم كآخر الرسالات والديانات فلم يعد الأمر اعتذارا بل هو موقف بالضد من أحداث سبتمبر كنوع من تحقير العرب والمسلمين وتصغير شأنهم ولي ذراعهم عبر الإساءة لنبيهم الكريم، لكن الله سبحانه وتعالى قد قال "فسيكفيكهم الله" ثم "وإنه لعلى خلق عظيم" ولكننا نحزن بسبب ما آل إليه المآل، فقد أصبحوا يتندرون علينا في مناهجهم الدراسية. إن العنف والفوضى والخراب والدمار أمور مرفوضة لا يقرها أي إنسان، ففي عام 2002م صدر كتيب المعرفة السعودية وهي مجلة تربوية متخصصة، والكتيب بعنوان (صورة العرب والمسلمين في المناهج الدراسية حول العالم)، وقدم نموذجا لهذه المناهج التي تبث الكراهية في دول مختارة هي أمريكا، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، إسبانيا، روسيا، الهند، كوريا، البرازيل، إسرائيل، وهو لمجموعة باحثين كلفوا بتناول هذه الأمور المهمة لأنها تؤسس لثقافة وتعليم أجيال الغرب الذين يتم مغالطتهم ليزرعوا فيهم الكراهية للعرب والمسلمين عبر تلك المناهج بالرغم من أن بعض هذه البلاد لها مواقف طيبة ومشرفة، لكن الغالب هو الهجمة الشرسة ضد العرب والمسلمين بشكل عام. وسنتناول أولا النموذج الأمريكي لنبين مدى الاحتقار والكراهية للعرب والمسلمين والإسلام عامة من خلال الآتي 1- العرب راكبو جمال وهم عبيد الرمال، كل المسلمين العرب، القبيلة البدو والحريم. 2- المسلمون سفاحون إرهابيون محاربون متطرفون متعصبون مضطهدون للمرأة أصحاب الجهاد. 3- العرب المسلمون في فلسطين يحاولون تدمير إسرائيل وإغراقها في البحر، وهم مفجرو طائرات وإرهابيون سفاحون. 4- ينظر إلى المسلمين الصالحين على أنهم ثانويون ودينيون سلبيون.. إلخ 5- العربي المسلم شيخ بترول ثري جدا مسرف يريد شراء أمريكا بماله، طماع قذر غير أمين، دكتاتور فاسد عنيف خائن بربري، يكره اليهود والأمريكيين ويخطط لتدمير أمريكا، علما أن هذا قد حدث قبل 11 سبتمبر، أما بعدها فتطورت الأمور بشكل أفظع. 6- العربي عنده خطط سرية لتدمير أميركا، قاس مخادع عصبي المزاج غير عقلاني يخطف النساء والشقراوات الغربيات خصوصا، والمرأة العربية مضطهدة من الرجال العرب والمسلمين، والحريم مترفات راقصات عاريات، وتوقفوا كثيرا هنا لتقارنوا بين هذا الادعاء الخطير والرخيص وبين نساء الغرب عبر البلوتوث والأفلام الإباحية, وأضافوا أيضا أن العربيات يقعن في حب الرجل الغربي المنقذ لهن من شرور العربي المسلم، وهن غير متعلمات حبيسات المنازل سلبيات مخفيات العيون (بعكس الغربيات طبعا) بلا وجوه ولا شخصيات. كل الذي سلف فقط النموذج الأمريكي الذي يبحث عن الحرية للعالم بأسره، وهو بعض مناهج المدارس الابتدائية والثانوية في أكبر بلد في العالم، بل هو سيد العالم الحر، يا للعجب!! أي حر هذا الذي يدمر العالم بالصورايخ والطائرات بدون وجه حق؟! وهل رأيتم كيف كان الجندي الأمريكي المتحضر في سلوكه وحياته وهو يغتصب العراقيات بقوة الغريزة وبواسطة جنود آخرين يساعدونهم وهو في بزته العسكرية؟! يا لهذا التحضر المدني الذي تباهي به أمريكا!! والذي وصل إلى إنتاج الأفلام الحقيرة التي تسيء إلى ديننا ونبينا وحضارتنا، ثم يقولون نحن سنحرركم ليس إلا، وهل كنا عبيدا؟!. هي ردود أفعال، ما كنا نبغي لها أن تصل إلى ما وصلت إليه من اعتداء وتخريب ودمار في الوقت الذي لدى هؤلاء الغاصبين ما دفع بهم إلى ذلك لأنهم قد أهينوا في مقدساتهم ونبيهم الكريم الذي لا ينطق عن الهوى، وحتى لو أننا نرفض العنف ونحب السلم، لكن ما العمل وأمريكا تحتقرنا عبر المناهج وتعلم الطفل الأمريكي مثله مثل الصهيوني الكراهية للإسلام والمسلمين.. هذه هي أمريكا العنصرية، انتبهوا يا عرب يا مسلمون، لا تنجروا إلى العنف، وكونوا أكثر تعقلا!!.