هناك أشياء ومواقف عقلية لا تستقيم مع نسق التفكير السليم تسمى بالمفارقات"Paradox", وهذه المفارقات أشبه بالقضايا العقلية التي تكذب نفسها بنفسها من خلال عدم أتساق مواقف أو عدم إتساق العبارات مع بعضها البعض داخل النسق نفسه. وكلنا يعرف مفارقة كذاب أبديرة التي تقول بأن أحد سكان أبديرا (مدينة يونانية) جاء إلى أثينا يقول كل سكان أبديرة كذابين, ولما كان هو أبديرياً في الأصل فإن عبارته هذه تعد أيضاً كاذبة وبالتالي كذب الكذب ليس بالضرورة صادقاً.
وعليه فإن علاج الخلطة السحرية وبراءة الاختراع فيه من المفارقات هذه ما يكذبها, فليس من المعقول أن يكون من ظل عمره كله يصدر أسباب الموت للإنسانية كلها " الإرهاب"ويستلذ به, أن يصدر لها أسباب حياتها وإنقاذها.
أنه وبالنظر إلى تاريخ الرجل البعيد والقريب يقول لا يمكن لبراءة إختراعه أن تستقيم مع منطق العقل, إلاّ إذا شربنا من نهر الجنون( نهر الجنون قصة فارسية تقول بأن هناك ناس في قرية فيها نهر من شرب منه سلك سلوكاً شاذا يختلف عمن لم يشرب ولما بقي عدد قليل من الناس على طبيعتهم الأولى, بينما الغالبية العظمى شربوا من نهر الجنون أما القليلين العقلاء, فكان ليس من خيار أمام "العقلاء" إلاّ أن يشربوا من النهر كي يتسقوا مع أهل قريتهم أو يُنظر لهم من قبل الكثرة مجانين).
وهذا الحال يشبه وضعنا الحالي مع خلطة الزنداني السحرية, هناك عدد ضخم من المستغفلين يعيشون على صدق هذه الكذبة وبالتالي بات على العقلاء من أمثالنا أن نشرب من نهر جنون جامعة الإيمان أو يُنظر إلينا بكوننا مجانين, لكنني أقول أفضل الجنون على العقل في هذه الحالة, أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من هذا الجنون الكاسح!! -