وهي تشهدُ اليوم "مدينةُ عدن" ، البهية دائما بشبابها الواعد والمبدع ، الحدث الأبرز فنيا ألا وهو عرض الفلم العدني " 10 ايام قبل الزفة " في دور العرض المحلية ( صالات وقاعات الأفراح و الأعراس والزفة ) في ترادفٍ زمكانياً بديعا وقائعيا عجيب وجميل مابين مكان العرض "المخصص للعرس والزفة العدنية "وزمن وفكرة الفلم التي تتمحور حول " قصة زواج متعسر لشابين عدنيين " .. وكأن الجمهور العدني وهو يتجه مجموعات وعوائل لمشاهدة الفلم في الصالة الفلانية أو القاعة العلانية إنما هو جمهور " معازيم " مدعو لحضور حفل زفاف الشابين العدنيين وفي يده كروت الدعوة " تذاكر الفلم " لحضور العرس والزفة في يوم كذا الساعة كذا بصالة أو قاعة كذا ..مختومة وبحضوركم تكتمل أفراحنا مع تحيات أسرة فلم " 10 ايام قبل الزفة " .. مشهد جميل لهذا الجمهور الراقي والمتعطش للفن والسينما حيث يبدو وكأنه قادم للكوشة والزفة فقط غير آبه بال10 الأيام العجاف قبل الزفة التي ترويها احداث الفلم.. مثلما بدا الشابان العدنيان " العروسان " في الفلم أخيرا غير آبهيين بها. من وحي هذا المشهد الجماهيري البهيج والمحتفي بهذا الفلم بإمكاننا القول أيضا ان عدن هي الأخرى غير آبه بكل هذه الأيام العجاف التي تعيشها الان في ظل هذا الوضع المتردي على كافة الصعد والمستويات...وهاهي عدن تخرج عن بكرة أبيها من تحت ركام وأنقاض الحرب الظالمة والسوداوية عروسة الزمان والمكان بهية دوما تفاخر بأبنائها الشباب العدني الواعد والمبدع كما سبق وان فاخرت بأبنائها الشباب العدني المقاوم والبطل " عيال التُمبل والسوكة " الذي استبسل في الدفاع عن المدينة عندما انحسرت قبائل الطوق وفرت لجان الفيد والغنيمة.
لذا كما سبق وان اسلفت في مقالي هذا بالقول : وهي تشهد مدينة عدن هذا الحدث السينمائي الجميل.. فسرحت بأفكاري وأخذني الحديث والتصوير إلى عدن وإلى مواطن الجمال العدني المتدفق علينا تترى..أعود وأقول لكم ، مرة أخرى ممسكا بزمام الفكرة ،:
وهي تشهد عدن هذا الحدث الذي ذكرت.. هاهي تشهد الان أيضا وقائع وإحداث فلم المبعوث الأممي " مارتن جريفيث " والذي يحمل عنوان " 25 يوما قبل الزفة " وأعني بالزفة هنا " زفة المفاوضات السياسية بين الحكومة الشرعية من جهة و الجماعة الحوثية من جهة أخرى المقرر انعقادها في ال26 من سبتمبر الجاري ".. وهذا الفلم السيءُ الصيت والسمعة لاتدور ولا تتمحور فكرته حول " قصة زواج متعسر لشابين " ولا حتى تحكي قصة حب لشخص ما..كما جرت العادة في القصص والأفلام السينمائية.. هذا الفلم المعروض هنا في عدن على خشبة مسرح الحكومة الشرعية ، فلمٌ باهتٌ هزيل يمرر بالعرض البطيء أمام أعيننا مشاهد ثقيلة لقصة " موت عدن السريري " المطعونة من الخلف بأداة " الانهيار الاقتصادي " الحادة ، الأداة التي تظهرُ عليها جليا " بصمات الحكومة الشرعية " ، الحكومة المخضبة يدها بدماء عدن وشعبها الشجاع والمغوار ..فبعد ان ضربتها مرارا وتكرارا باختلاق الأزمات تلو الأزمات.. ولم تسقط هاهي تلجأ الان إلى ضربها بأداة " الانهيار الاقتصادي " ! ..متى ؟! : قبل 25 يوما من زفة المبعوث الأممي مارتن جريفيث المزمع انعقادها في ال 26سبتمبر من سبتمبر الجاري في جنيف ، زفة الحكومة الشرعية والجماعة الحوثية. لكن من سيُزفُ لمن؟! :- لا نعلم !.. فما نعلمه الان ان ال25 يوما العجاف قبل الزفة " تستهدف في المقام الأول عدن وموتها السريري على وقع الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه الان. ويبقى السؤال المطروح الان: هل ظاهر قصة زفة الحكومة الشرعية والجماعة الحوثية ، الزفة الجريفثية ان جاز لنا التعبير ، يحاكي باطنها قصة : ان تُزف عدن " الميتة سريريا " إلى صنعاء مرة أخرى ؟.
أم ان لعدنٍ رأي آخر كما عودتنا دائما ان نراها وقد بُعثت من جديد لتقفز وتتخطى ال25 يوما العجاف قبل زفة " جريفيث " لتهرب مع حبيبها وفارس أحلامها " الشعب الجنوبي الجبار " وبالتالي سنكون جميعا مدعوون لحضور حفل زفاف من نوع آخر يحاكي النهاية السعيدة للفلم العدني " 10 ايام قبل الزفة "...لنقعد وننتظر لنرى.