1// تشيرُ كل الوقائع الى أن إحتمال شعب ما لعبث سلطاتهِ وفسادها لايُعَمْر طوبلاً ، خصوصا إذا لامس الأمر لقمة العيش ، أي عندما يصل توفير هذه اللقمة الى الإستحالة ، ويمكن أن تبلغ مرحلة إهدار الكرامة الإنسانية ، هنا ، وفي لحظةٍ ما يتحوْل كل هذا الشعب الى عبوةٍ متفجّرة لاتبقي ولاتذر .. وأثقُ أن حكومتنا القائمة لم تدر في خُلدها مثل هذه القراءة مطلقاً حتى اللحظة ، أو أنها تركن الى بعض دول الإقليم في هذا الصدد . 2// اليوم .. لاأعتقد أن ثمة متسعاً وأكثر من الصبر ، أو حتى القدرة على الإحتمال لدى شعبنا هنا ، فالأسعار تمادت في الجنون ، وهي بلغت الذروة ، وهذا عائد الى الإنهيار الفلكي للريال ، وطبعا كل هذا بسبب السياسات الخرقاء لحكومة الإخفاق والفساد - فهم بلا كفاءات أو مؤهلات مطلقا - بل وماأنفكّت موغلة في أداء العبث واللامبالاة بمعاناة الشعب ، كما وماأنفكت جيوب هذه الحكومة تُتخمُ بالأموال المنهوبة ، وأمرّ منهُ في توجّه كثيرين منهم إن لم يكن كلهم الى شراء العقارات والعمارات في المحروسة مصر ! ناهيك عن جعل كل الأبواب مُشرعةً للصوص والنهّابين من النافذين للإغتراف من كل موارد البلاد بدون حسيبٍ أو رقيب !!
3// ثرمومتر الأحداث هنا - تحديدا في جنوبنا - يراوحُ اليوم عند مؤشرات النهاية ، فمعظم شعب جنوبنا موظفين وعسكريين .. الخ ، وكل هؤلاء يعتمدون كلية على مرتباتهم ، وهي ضئيلة جدا مقارنة بكل مداخيل العالم ، وفوق ذلك هي تأتيهم في المواسم ، بل لاتأتي غالبا ، طبعا ناهيك عن طوابير الخريجين من البطالة منذ عام 1994م ، وكذلك جحافل العاطلين بدون وظائف نهائيا .. وهنا أسأل حكومة الفساد هذه : ماذا تتوقعون من شعبٍ بهذه الوضعية ؟!
4// هنا أشعر أن جنوبنا يعيش اللحظة على شفير هاويةٍ سحيقةٍ ، إذ لاأمل في الأفق مطلقاً ، وحالة البؤس الأسود تخيمُ على معظم الوجوه ، ويزيدُ في ذلك حالة التّردي الرهيب في كل الخدمات المنوطة بالدولة .. ويمكن أنه تصبغُ البعض من قطاعات الشعب حالةٌ من اللامبالاة الغير مفهومه أمام هذه الوضعية الكارثية ، ولكن عندما يجدون أنفسهم وبعد أن يبلغوا أقصى حدود التّقشف في نفقاتهم ، أو يجدون أنفسهم مضطرين عنوةً الى زيارة براميل القمامة بعد الشحاذة من أهلهم وجيرانهم أو .. أو .. ، هنا سيكون برميل بارود الشعب قد لامس الشرارة ، وعندها لامناص من الإنفجار الشامل .. وهذا وشيك جدا ولاشك . 5// مايثيرُ الذهول بأقصى درجاته وحدودهِ ، أن حالة من اللامبالاة الغبية تكتنف ممارسة هذه السلطة إزاء هذا الوضع الكارثي الذي يُحيقُ بالشعب ! فهي تلجأ الى معالجاتٍ يمكن توصيفها بالسخيفة لتدارك هذه الوضعية المتدهورة - تزيد 30% لمرتبات الموظفين ! - وهو رقم سخيف جدا مقارنة بالغلاء ، ثم ليس كل الناس موظفين ، أو تجمع لجنة تسميها بالإقتصادية ، وهم شرذمة من اللصوص والأفاكين ، بل وتجمعهم في قاهرة مصر للمزيد من النفقات العبثية !!
6// فوق كل ذلك ، نجد أن اكبر مصدر للدخل في البلاد وهو النفط ، فهو لايزال حتى اللحظة يُسرقُ ويُنهب من عتاولة اللصوص في البلاد كعلي محسن الأحمر وسواه من كبار اللصوص ، وتحت حجة ( حق الحمايه !! ) وهم ينهبون مانسبته 30% من قيمة النفط المستخرج ! والباقي ينفق هدراً وعبثا وفي غير محلهِ ، ولاشيئ يذهب من مردوده الى خزانة البلاد المنهكة حتى الصفر !! وهذه الحكومة العابثة ماأنفكت تعمل بهذه الآلية اللصوصية منذو عهد المأفون عفاش ، والشعب قد وصل في أوضاعه الى الحضيض ..
7// هنا - كشعب - نجد أنفسنا رهينة إرتباطاتنا بإخوتنا في التحالف العربي في الظرف الراهن ، ومع الأسف هو يحافظ على حكومة الفساد والفشل ويحابيها ، وتحديدا من قبل الشقيقة الكبرى - السعوديه - ويمكن أن هذا لحسابات سياسية خاصة بها ، خصوصا بالنسبة لرقعتتا الجنوبية ، فهي لاتكلّف نفسها مجرد النظر الى مستوى العبث والفساد والإخفاق الذي تمارسه هذه السلطة الشرعية ، ويمكن أنها تشرعنهُ وتجيزهُ ايضاً .. وإلا لماذا تصمت عليه وصيتهِ بلغ الأصقاع ؟! وهذا يستدعي تقييم هذا الموقف والوضع السلبي وكذا تداول المعالجات بصدده .. وسنأتي على ذلك في تناول لاحق بإذنه تعالى .