قصة هذا المثل أنه . قيل في الجاهلية . وقائله أحد ملوك حمير اليمنية وكان عنيفا على أهل مملكته جشعا طماعا يغصبهم أموالهم ويسلبهم ما في أيديهم . حتى أضحى القوم فقراء وليس فيهم غني غيره . فقالت له امرأته ناصحه : ارفق بقومك أني أخاف أن يصيروا علينا سباعا بعدما كانوا لنا أعوانا فقال لها : جوع كلبك يتبعك ! وأقام فيهم على حاله هذه . ثم غزا فيهم مرة فأصابوا خيرا كثيرا . فأخذه كله كعادته. فلقي القوم أخاه وقالوا له : لقد رأيت ما فعل أخوك بنا . وإن نكره أن يخرج الملك منكم إلى بيت غيركم . فاعنا على قتل اخيك . واجلس مكانه ! فوافقهم في طلبهم . فوثبوا عليه جميعا وقتلوه . فمر به عامر بن جذيمه وهو مقتول . وكان قد سمع قوله : جوع كلبك يتبعك فقال له : ربما اكل الكلب مؤدبه اذا لم يشبعه . فصارت مثلا هي الأخرى . فان سكتنا ورضخنا وانبطحنا للسياسة التجويع الممنهجة التي أرادوا بها إخضاع شعبنا لاطماعهم . انطبق علينا المثل الشهير جوع كلبك يتبعك بكل حذافيره . وإن نفضنا غبار الخنوع والانبطاح . وتمسكنا بقيم شعبنا وكبرياءه وتاريخ نضاله الناصع وتضحياته الجسام من أجل الحرية والانعتاق . فربما بل احزم أن شعبنا سيدوس على كل الأطراف التي تنتهج سياسة التجويع لإطماعها وماربها . ولن نخسر اكثر مما قد خسرنا . الا في حاله واحده فقط ! أن نسكت ونخضع لسياسة التجويع الممنهجة وضعوا خطين تحت ( ممنهجة )