في فترة الثمانينات من القرن العشرين وهي الفترة الذهبية التي عاش فيها جنوباليمن استقرارا وازدهارا وانفتاحا على الدول المجاورة. أثناء فترة حكم الرئيس السابق علي ناصر محمد ... في هذه الفترة وتحديدا في عام 1985م كان هناك تحرك سياسي واستقطاب جماهيري كبير .أثر الأزمة السياسية بين الرفاق أو القبائل الماركسية كما كان بعض المراقبين السياسيين يسمي الأطراف السياسية المتصارعة على السلطة ... كنت حينها شابا صغيرا في الصف الثامن الابتدائي على ما أذكر... كنت كثيرا ما اجلس إلى أبي رحمة الله عليه. وكنت اسأله عن ما يحصل .. طبعا كان أبي من تيار الرئيس علي ناصر وهكذا كان معظم أبناء ابين وشبوة ( البدو ) ... قال لي ابي انه حضر اجتماعا ضم محمد علي احمد وعلي عنتر وآخرين...قال كان محمد علي يتحدث كثيرا عن الوضع وعن ترتيب الأمور. فقاطعه علي عنتر وقال له خلاص فاتتكم الفرصة خلال العشر السنين الماضية نحن بنينا أنفسنا وربينا الشباب وحافظنا على الرجال ودربنا العاطل وعلمنا الجاهل . وقال علي عنتر أيضا كنا نحسدكم يا أبناء ابين وشبوة لأن معكم الكثير من الرجال والكوادر في كل المجالات وخاصة الكوادر والقيادات العسكرية والتي تدربت وتأهلت من أيام بريطانيا .حث كان أغلب قيادات الجيش منكم يا ابين .. وقال انتم يا محمد علي فرطتم بالرجال وقتلتموهم. كل السنين الماضية وانتم تقتلون رجالكم .أما نحن صنعنا رجالنا من الصفر وصبرنا حتى أصبحنا ما ترى ... قال أبي... فغضب محمد علي احمد من كلام علي عنتر وقال له بين وبينكم الميدان ... وهنا انتهى كلام ابي ... . . لا أدري ما الذي جعلني اتذكر هذا الحديث رغم مرور سنين طويلة عليه ... هل هو هاجس الحرب .؟ أم هو القتل وسفك الدماء .؟ أم هو صراع بين أطراف طرف يستجيش التاريخ ويطرب للأماني وطرف آخر يعمل على الأرض ويستكمل قوته العسكرية. ؟ ... ... ومهما يكن ... فقد أثبت التاريخ والصراعات السابقة أن الحروب والاقتتال وسفك الدماء لا تبني الأوطان... وأن المنتصر في اي محطة صراع مسلح .في الحقيقة هو منهزم أمام معركة البناء والاعمار .لأنه يرث وطنا ممزقا وشعبا مشتتا وقدرات واهنة ومعطلة ... يرث تركة ثقيلة تدفعه دفعا نحو العمالة والارتهان إلى قوى خارجية يسيل لعابها لما تبقى من الوطن الممزق... وفي لحظة حرجة تجد قوى الصراع المسلح انها أخطأت خطأا فادحا حين حولت التنافس السياسي إلى حرب وقتل ودمار ... يا سادة وطننا كبير ويتسع لنا جميعا فلا تحولوه إلى مقابر جماعية ... كفاية#قتل# وسفك للدماء # كفاية # حروب