تشهد مصفاة عدن، أقدم مصفاة في شبه الجزيرة العربية، هذه الأيام حركة دءوبة وعمل مستمر لإعادة تأهيل وتحديث وتطوير وحداتها ومنشآتها وبنيتها التحتية ألتي بنيت في بداية خمسينيات القرن الماضي في محاولة من قيادتها وكوادرها وعمالها وموظفيها وبحسب الإمكانيات المتاحة والدعم المتوفر لتمكينها من مواكبة ولو جزء يسير من التطور الذي يشهده قطاع تكرير النفط في العالم . وأضحت المصفاة في هذه الأيام ورشة عمل متواصلة لتنفيذ مشاريع التطوير والتحديث التي توفرت معداتها وتمويلاتها، فيما ينتظر وصول المعدات والقطع الخاصة بمشاريع التطوير والتحديث التي في مجملها تشمل تقريبا كافة الوحدات الإنتاجية والمنشاءات والإدارات التابعة لها . مصافي عدن تمثل شريان الحياة للعاصمة عدن ، وتعتبر أحد أهم الركائز الاقتصادية للبلاد، وأثبتت الإحداث والأزمات المتلاحقة في المشتقات النفطية ووقود محطات الكهرباء منذو توقف المصفاة بسبب عدم توفر النفط الخام أن مصافي عدن هي صمام الأمان والاستقرار للوضع الاقتصادي في البلاد . وكان للمصفاة دور كبير في مقارعة الآلة العسكرية للحوثي وصالح التي اجتاحت المدينة في مارس 2015م حيث سخرت كل إمكانياتها ومواردها لدعم المقاومة في التصدي لهذه الآلة . وبرغم الأزمة المالية التي عصفت بالمصفاة عقب انتهاء الحرب في عدن بسبب استنفاذ مخزونها النفطي والمالي، إلا أن المصفاة ظلت صامدة بفضل منتسبيها الذين ناضلوا من أجل البقاء والاستمرار وعدم السماح بإنهيارها، فعملوا بكل ما هو متاح على صيانة وحداتها ومعداتها والحفاظ عليها من التآكل والاندثار بسبب توقفها عن العمل لعدم توفر النفط الخام . والآن وبفضل هذه السواعد الوفية، تشهد المصفاة حركة متواصلة لتنفيذ العديد من مشاريع التطوير والتحديث التي تتصدرها مشروع إنشاء وبناء محطة الكهرباء الخاصة بالمصفاة، ورفع قدرتها التوليدية لتساهم ليس في تغطية احتياجات المصفاة من الطاقة الكهربائية، إنما وبحسب توجيهات رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي لتغطية احتياجات سكان مديرية البريقة أيضاً الذين ينتمي معظمهم إلى هذه المنشآة العريقة . وفيما يلي نورد أهم المشاريع التي تشهدها المصفاة حالياً وستسهم في الارتقاء بقدراتها عقب الإنتهاء من تنفيذ هذه المشاريع واستئناف نشاطها : المشاريع التي يجري تنفيذها: أولا- مشروع محطة الكهرباء الجديدة وتمثل محطة الكهرباء القلب النابض للمصفاة والمصفاة تحتاج في عملها في الوحدات الإنتاجية إلى طاقة كهربائية وبخار الماء والماء المقطر ومياه البحر وهذه تنتج من محطة الكهرباء وتعتبر محطة المصفاة محطة بخارية ننتج الكهرباء والماء المقطر وبخار الماء ويجري العمل حاليا بوتيرة عالية من قبل الشركة الصينية وقد تم التوسع في المشروع ورفع الطاقة التوليدية للمحطة الجديدة وذلك من اجل إمداد مدينة البريقة وضواحيها بالكهرباء بعد الانتهاء من المشروع .. ثانيا- استأنفت المصفاة العمل في المرحلة الثانية من مشروع الأنبوب الممتد إلى محطات الكهرباء الحسوة والمنصورة بتمويل حكومي ويشمل المشروع على مد أنبوب خاص بالديزل بقطر 6 بوصات وأنبوب ل المازوت بقطر 16 بوصة من منطقة الكيبل حيت توقف المشروع في المرحلة الأولى وحتى محطات الكهرباء الحسوة والمنصورة وبمسافة حوالي 10 كيلومتر .. ثالثا- مشروع إنشاء جسر جديد بجانب محطة الكهرباء التابعة للمصفاة بدلا عن الجسر القديم الذي انتهى عمره الافتراضي والذي يربط مدينة البريقة ب منطقة صلاح الدين و فقم وعمران امتداد بالطريق الدولي إلى محافظة الحديدة وللعلم ان تحت الجسر تمر القناة المائية الخاصة بمحطة كهرباء المصفاة وتجري حاليا أعمال صيانة وتوسعة للقناة المائية . رابعا- استكمال صيانة وحدة التكرير والإنتاج رقم 1 خلال الفترة القادمة حتى تكون جاهزة للعمل عند تشغيل المرحلة الأولى من محطة الكهرباء .. خامسا - وصول عدد من المعدات الثقيلة ضمن مشروع تحديث المعدات الثقيلة الخاصة بالمصفاة ومن المعدات الواصلة عدد من الكرينات من بينها كرين حمولة 400 طن هو الأول في اليمن بهذه الحمولة وهناك معدات أخرى خاصة بالعمل والنقل الثقيل وصلت إلى المصفاة خلال الأيام الماضية .. كما ينتظر المصفاة خلال الفترة القادمة تنفيذ مشاريع أخرى لا تقل أهمية عن المشاريع التي يجري تنفيذها حالياً، وتتضمن المشاريع المنتظرة : استكمال العمل في تحديت وتطوير وحدة التكرير والإنتاج رقم 2 التي توقف العمل فيها بسبب الحرب ومغادرة الشركة الأجنبية التي كانت تعمل في المشروع. مشروع تحديث ميناء الزيت وإعادة تأهيل إدارة عدن لتمؤين البواخر وتزويدها بالمعدات الحديثة وترميم وصيانة عدد من خزانات المصفاة تقريبا 35 خزان في المرحلة الأولى وكذا استكمال مشروع تحديث المعدات الثقيلة الخاصة بالمصفاة . أن هذه المشاريع التي تشهدها المصفاة من مشاريع جاري تنفيذها وأخرى يتوقع تنفيذها قريباً، تحمل لمنتسبي هذه المنشآة العظيمة ( بصيص أمل يؤكد أن جهودهم لن يذهب سدى، وأن ما شهدته خلال الفترة الماضية ما هي إلا سحابة صيف على وشك الإنقشاع ) . لابد أن يعلم الجميع أن العمل بهذه المشاريع و في هذه الأوضاع ألتي تمر بها البلاد واستجلاب الشركات الأجنبية للعمل يعتبر درب من المستحيل ولكن بعزيمة وإصرار الجميع في المصفاة إدارة وعمال وموظفين فإن الأعمال تسير بحسب ماهو مخطط لها وأن شعلة المصفاة مهما طال انطفائها، فإنها ستعود وهاجة في سماء البريقة من جديد معلنة عن انقضاء زمن المشكلات والصعاب، ولتؤكد أن مصفاة عدن مهما تكالبت عليها الصعاب والمرجفون ، فإنها لن تنهار وستظل بفضل أبنائها شامخة كشموخ عدن وجبالها .