اتصلت على صديقي المعلم - من أبناء ردفان - وأخذت أنا وإياه نتجاذب أطراف الحديث فقلت له أين أنت؟. قال أنا في مديرية التحيتا في الحديدة. قلت له ماذا تعمل عندك؟. قال في جبهة القتال. قلت له قد أنت موظف في التربية فما الداعي لذاهبك الجبهة؟. قال يا أخي راتبي أربعين ألف ريال - أي 200 ريال سعودي - والله أن الراتب لا يكفي قيمة كيس أرز الذي هذه الأيام قيمته 45 ألفا.. فأنا هنا في الجبهة لأجل أن أستلم ألف ريال سعودي، ونحن مضطرون لذلك لأجل لقمة العيش. أعرف مجموعة من المعلمين تركوا التعليم منذ العام الماضي; بعضهم التحق بالجبهات لأن الراتب لا يكفي، وآخرين التحقوا بالأجهزة الأمنية - كالحزام الأمني - وغيرها من التشكيلات الأمنية والعسكرية بسبب أن راتب التربية لا يغطي حتى نصف قيمة الاحتياجات الضرورية. هل هذه سياسة تجهيل يمضي بها التحالف; فكأنهم يقولون للمعلم اترك المدرسة لأجل نعطيك أربعة أو خمسة أضعاف راتبك في التربية؟. الأمر الآخر: هل رسالة التحالف للطلاب فحواها: اخرج من المدرسة وتعال عندنا في الجبهة أو في التشكيلات الأمنية لأجل أن نعطيك ألف ريال سعودي ولا تواصل الدراسة حتى لا تصل حالتك إلى الحالة المأساوية التي ترى فيها معلميك؟.