يا معشر الجنوبيون أوصيكم أولًا بتقوى الله ثم بالسمع والطاعة وان تأمّر عليكم عبداً حبشياً, فَو الله الذي لا إله غيره إن اختلفتم في امركم فإنكم ستفشوا ، وإن اسئتم إلى بعضكم فإنكم هالكون لا محاله, فلهذا شدوا من ازركم, ووحدوا كلمتكم, ورصوا صفوفكم, كونوا رحماءٌ بينكم, اشداء على اعداءكم ، متحدين ومتعاونين ، فالعصاء الواحده يسهل كسرها ، بينما مجموعة العصي من الصعب كسرها ، فالاتحاد قوة وثبات ونصرٌ لكم ، فبقوتكم واتحادكم سترهبون به عدوكم وعدو الله ، فالحياة قصيرة ، ونحن راحلون منها ، فلذا صفّوا نياتكم ، وطهّروا مابداخلكم ، وتداركوا خطورة المرحله ، واعقلوها وتوكلوا على الله ، فهو ناصر عباده المؤمنين . وياساداتنا وكبرائنا سيروا بنا فو الذي نفسي بيده لو خضتم بنا هذا البحر لخضناه معكم سيروا واركبوا "بسم الله مجراها ومرساها" في سفينة الوطن العظيمة وقائد ربانها ابن الوطن المنصور ، وامضوا بنا في أعتى امواج البحار فإننا ماضون معكم فلن يتخلف احدٍ منا ، حتى نرسوا جميعاً الى بر الآمان ، تداركوا الامر قبل ان تتكالب عليكم الاعداء ، كما تتكالب الاكله على قصعتِها ، وكونوا عباد الله إخوانا. فيا قوم أننا نعيش في زمن الغوغائيون، زمن الفتن، زمن المهالكم ، زمنٌ يمسي الرجل فيه مؤمنا ، ويصبح كافرا ، ويمسي فيه كافرا ، ويصبح مؤمنا ، فعلى الجميع رئيس ومرؤس ، غني وفقير ، كبير وصغير ، بإن يكونوا يدٍ واحده على قلب رجل واحد [ كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ]. وهذا ماعندي فإن اخطأت فهذا قولي ومن نفسي واستغفر الله ، وان اصبت فمن الحي الذي لايسهى ولا ينسى ، واختمُ قولي بقول الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا } سورة النساء الآية 59. "اللهم أنني بَلغت – اللهم فأشهد". بقلم: عبدالخالق العنبوري