سحر الأرض حين تتخضب بدماء أبناءها.. ونكهة السماء عندما تتدفق المشاعر سيلا يجتاح القلب العاشق للحُرّية والكرامة..ترسم لنا بتضحيات أبناءها معنى الحياة.. طيفاً ممتداً في أفق التحدي.. يغرس بذور المستحيل ويحصد عناقيد النصر. بكل القيم والإخلاص والولاء، والانتماء المزروعة في قلوب مقاتلين المقاومة الجنوبية بقيادة قائد جبهة حيفان "وافي الغبس" ابو شوقي"، وتخليداً ووفاءً وعرفاناً بتضحيات وعطاء وبذل لأبناء القوّات المسلّحة الإمارات العربية المتحدة الذين وهبوا أرواحهم لليمن جنوباً وشمالاً لتظل راية وطنا خفاقة عالية، وهم يؤدّون مهامهم وواجباتهم الوطنية في وطنا في الميادين الشرف والبطولات. تكتب المقاومة الجنوبية في جبهة حيفان شرق جنوب محافظة تعز إلى الأخوين اللذان أحببناهما حباً لا يوصف إلى من تربع في قلوبنا. إلى سعادة الأخ: العميد الركن " محمد خميس" ابو خالد" قائد التحالف العربي-عدن سابقاً، وسعادة الأخ: العقيد الركن " راشد احمد النيادي" أبو حمد" رئيس عمليات التحالف العربي-عدن. ويكفياً فخاراً وزهواً بأن المجد عقد عليهما قِرانه، وأنهم لا يتعطران بغير عرق الجبين، وأنهما مثل نبات الأثل: كُلّما عبثت بهم المناجل.. ازدادوا توغلا في الأرض وانتشارا. بالفطرة أستاذة الإدارية والمعرفة العسكرية والجغرافية في البر والبحر، في الصحراء والوديان، في المدن والجبال، في أسود الملاحم فهم ليسوا قياديين مقاتلان فحسب بل ملوك (الحرب) إبداع عملياتي تكتيك عسكري فعال-احترافية وخفه في خوض المعركة-قوّة وثبات وصلابة وتأقلم غير مسبوق إنجازات وانتصارات تعجز الأقلام ان تكمل وصفها لأن الكلمة بكل جداره على أوشحة رمالها وفي ثغور الجبال. فضيلتهما الكبرى تكمن في أنهم يقدمان التضحيات ولا ينتظران جزاءً ونولا..هم أوّل المضحّين وآخر المستفيدين، فمنُّهما تعلمنا الإنسانية الصادقة نحو الخير والسلام والعدالة..لنكون رغيفاً واحداً دون انقسام لنتحرر بالنقاء دون تمييز، وهذا هو المجد الفضيلة. يحُبّان العدالة حُبّ العشبِ للربيع.. ويعبدان بأضلاعهما طريق الحق نحو الخير والمحبة والعدالة والإنسانية.. ولهما من المطرقةِ الصلابة ومن المناجلِ حدته ومن الحمامة الهديل. نكتب إليكما الآن وندرك إن الحدود بيننا وبينكما ابتعدت كثيراً. نكتب إليكما في لحظة أنعدم فيها الشعور..وتساوى فيها النعش مع زغاريد الفرح.. لكن رحيلكما المفاجئ لغز بالنسبة لنا.. . مائة وخمسون يوماً وصورتكما الرائعة المشرقة لم تفارق مخيلتنا ...مائة وخمسون ونحن نعيش على فتات الأمنيات .. ظننا ان لنا أملاً برجوعكما إلينا. وعندما لم ينعدم الأمل عندنا وتيقنا أنكما ستخطو خطواتكما إلينا، سارعت أناملنا لتكتب إليكما مكنون قلوبنا والذي نتمنى ان يصل.. . فعندما نذكركما دائما تتكون لدينا رغبة شديدة في أن نظل نؤكد أيُّها الأخوين: سعادة العميد الركن "محمد خميس" ابو خالد" وسعادة العقيد الركن "راشد احمد" ابو حمد" ومتحفظين بكما حتى لو لم تكونا معانا.. وكأننا لا نريد نحميكما من عالمنا الصغير الذي تسببتما أنتما بوجوده فنحن على يقين أنكما ليس تعنّيا لنا أخوين فقط.. بل تعنّيا كل شيء.. وغيابكما يشعرنا وكأنّنا بدون هوية وكأنكما هويتنا التي بدونها لم أكن أي شيء. كتبنا رسالتنا لنحظى بشرف المحاولة الاقتراب من شاهقين الإعجاز و فرادة الفعل، فالكلام هنا يشحب ويتوارى أمام بطولة لبطلان لا عهد للغة بهما، فهما فوق اللغة وفوق المعاني، وهما سادة الفعل، وهما أسطورة المعنى تمثل في لحظة الدفاع عن تراب أرضنا ، وعن غيمة سماءنا وبحرنا، وهما النار على عدونا. منذُ عصور أتجمعت هذه الفسيفساء وأنتجه لنا "ابو خالد وابو حمد" اللذان هما محراب الجدل في محور التضحيات.. تاريخ سحيق وأحداث راهنة.. أسطورتان تتمازج بالحقيقة.. خيال يلامس الواقع.. تهيؤات تتبلور في الحياة.. روح غريبة محبيه تسكن التلابيب وتحتل العقل.. تفكيرا وعاطفة.. أبتهالات وعاصفة.. زخات ندى ونيران حرب. ليبقى سعادة الأخ العميد الركن "محمد خميس" ابو خالد، وسعادة الأخ العقيد الركن "راشد احمد" ابو حمد" طودان يحكيان التاريخ وقلبان نابضان ليحفران في ذاكرة الأجيال موقع النزال للدفاع عن الدين والوطن. سلام عليكما ما ترنم ثائر وتغنى شاعر. سلام عليكما ملئ الدنيا زهور وأقحوان.