تعاني البلاد عموما أوضاعا صعبة جدا لا تكاد تجد منطقة لم تمسها الحرب بأذى من قريب أو بعيد ، وفي حضرموت التي آلت أوضاعها إلى الإستقرار خلال المرحلة الأخيرة أمنيا يبقى هناك انقص الكبير والقصور الواضح في جميع مناحي الحياة ، ولم تستطع الدولة تطبيع الحياة بالكامل وتوفير كل شيء . في ظل كل هذه الظروف العصيبة على المواطن في حضرموت برزت هامة وقامة وطنية تشد من أزر الناس وتحرص على خدمتهم والسعي في حاجتهم دون انتظار أحد أو شيء ؛ إذ لا يخفى على أحد من حضارم الداخل أو الخارج دور شخصية برزت سامقة في ظل الظروف العصيبة والمحن . لا أريد أن أطيل عليكم في الوصف والثناء والدور العظيم لهما ؛ لأن كل الكلام الطويل في حقهما قليل ، إنه المنصب "أبوبكر بن سعيد باوزير" صاحب الحضور دائم والمشهود ولا ينكره إلا حسود في الدعم والمساهمات الجليلة في كافة المجالات من تعليم وصحة واهتمام بالجانب الرياضي دعما وتشجيعا للشباب ؛ كل ذلك لم يكن إلا لأجل حضرموت وأهلها وشبابها وبذل النفيس والغالي في سبيل رفعتها وعزتها واستعادة أمجادها ، كيف لا وهو منصب هذه القبيلة الحضرمية المتأصلة عراقة حضرمية حاضرة في كل اتجاهات ومناحي حضرموت الأرض والإنسان هوية وكيانا ، وجودا نابعا من الإحساس بمعاناة الناس والحرص على تقديم النفع وأعمال الخير والبر ، والإصلاح بين الناس ممثلا ومرجعا تؤوي إليه القبائل في أوقات الخصومات والمنازعات ، ومحل إجماع من كل حضرمي في الداخل والخارج في الشتات والمهاجر ، مع هذا فهو سباق في أعمال الخير والبر والإحسان وإغاثة الملهوفين وإعانة المحتاجن لهم الباع الطويل في ذلك . كل هذا الدور وهذه الجهود الجبارة ألا تستحق الوفاء والتقدير من قبل المسؤلين عن البلاد ؟ ، لماذا نرى أن كل جهود الشكر والثناء والتقديس والتمجيد تذهب إلى من لايستحق ، بينما أهل الوفاء لا يبادلوا الوفاء بالمقابل ، أو أن حكوماتنا السابقة دأبت أن تمنح من لا يستحق ؟ أم أننا سنرى تكليلا لهذه الجهود بموقف شجاع يعيد شوكة الميزان في المنصف وترجح بعدها كفة حضرموت وأهلها وأناسها الخيرين والسباقين إلى خير بلدهم وشعبهم على الدوام ؟ نحن ننتظر ونتمنى ألا يطول هذا الإنتظار .