الحاج فهمان أخي وصديقي يفارق الدنيا ظل الحاج فهمان(حج صغيرا) الفتى الأسمر ظل وفيا لشعبه وقضيته ما من معركة إلا وخاضها منذ أن إستفاق شعب الجنوب وأدرك أن ما يجري على أرضه إحتلال بشع بكل المقاييس وليس وحدة بين شقيقين وحينها إنتفض هذا الشعب العظيم وكان فهمان ضمن صفوفه بل وفي مقدمة صفوفه لم يفوت معركة من معارك شعبه إلا وكان له قدم السبق فيها جرح مرات ومرات ونجا من موت محقق لمرات ومرات وفي كل مرة يلتئم فيها جرحه أو يكاد يمضي فهمان ليتحزم سلاحه ويواصل قتاله ليس إبتداءا بالمعارك مع قوات ضبعان وقبله حيدر ومعارك الحبيلين والقطاع الغربي ثم معارك تحرير الجليلة والسوداء والوبح وسناح وتحرير مدينة الضالع والعند وعدن من القوات الغازية وليس إنتهاءا بمعارك تثبيت الأمن في عاصمة الجنوب عدن وآخرها معركة تحرير البحث الجنائي في خورمكسر
لم يبق موضع في جسدة إلا وفيه طلقة أو شظية
سعى ليستشهد على أرضه ولسنوات خاب سعيه فكان يخرج من أشد المعارك ضراوة بجراح سرعان ما يشفى منها ليعاود الكرة مجددا وحين حارب خارج أرضه تمكن أعدائه من إزهاق روحه
حين كان يقاتل بالأصالة عن شعبه كان ينجو وحين قاتل بالوكالة عن الحليف المزعوم وربما الغادر سقط مضرجا بدمائه
فهمان يافهمان ليتك فهمت أن آخر معاركك كانت يجب أن تتم داخل أرضك
ليتك فهمت ياصديقي أنك ذهبت لتحرير شعب لا يريد أن يتحرر
ليتك فهمت ياصديقي أن الحوثيين وعلى إفتراض أنهم رافضة ومجوس فإنهم محميون بشعب يزيد تعداده عن خمسة وعشرين مليون جميعهم -أو هكذا يبدو - رافضة ومجوس وإلا لماذا لا يثورون ضدهم ويقاتلونهم مثلما قاتلناهم نحن
ليتك فهمت ياصديقي أنهم يتقاتلون منذ أربع سنوات ولا يقتل منهم أحدا إلا خطأ أو بسبب خلاف على متاع
ليتك فكرت وأنت تصعد إلى مريس بالآلاف من جنود الجيش المصري الذين قتلوا في هذه الأرض التي جبلت على الغدر والفيد والغنائم
هل سألت نفسك لماذا قتل الشهيد أحمد سيف اليافعي وعمر الصبيحي وغيرهم بالمئات بينما لم يصب جنرال الشر ومصاص الدماء علي محسن الأحمر بشظية ولماذا لم يصب المقدشي وهاشم الأحمر وطارق عفاش وقادة الألوية الشماليين في جبهات نهم والبعرارة والساحل الغربي
أرجو أن يكون دمك آخر الدماء التي سفكت وروحك آخر الأرواح التي أزهقت في معركة ليست معركتنا وأرض ليست أرضنا وشعب ليس شعبنا وقضية ليست قضيتنا ومع تحالف ليس حليفنا
في الشمال خمسة وعشرون مليون منهم ملايين يتبعون الإصلاح الذي اقتحم الحوثيين غرف نوم قادته وملايين يتبعون عفاش الذي قتله الحوثيين وأودعوه ثلاجة ومنعوهم من دفنه وملايين من السلفيين الذين ظلوا لسنوات يصفون الحوثيين بالكفر والردة والمروق من الدين وأضافوا اليها تهجيرهم من مركزهم في دماج
لماذا لا يعلن محمد الإمام والبرعي ونعمان الوتر وعبدالله عثمان والعرومي لماذا لا يعلنون الجهاد دفاعا عن الدين والعرض
حين تحتشد ملايين الإصلاح والسلفيين والعفاشيين ويحملوا السلاح على الحوثيين حينها سنصدق أنهم يرغبون أن يتحررون وحينها لن يصمد الحوثيين لساعات وحينها لن يكونوا لمساعدتنا راغبون وإلى أن يتحقق ذلك فلنسارع بالعودة إلى حدود دولتنا وحينها لكل حادث حديث