الف مبروك لفرقة محافظة تعز فوزها بجائزة افضل عرض مسرحي بالمهرجان الوطني للمسرح (12/10- 12/20) بعدن، راجيا تقبل هذه الملاحظات. في رأيي المتواضع، ان النص المسرحي، يعد اهم اضلاع العرض المسرحي الناجح، ومن شروط هذا النص عدم الاسفاف وتخليه عن القيم الدينية والسلوكيات الانسانية العظيمة والمقدسة. فيعمد المخرج لريادة جرعة الابهار والبهرجة، ليشغل ذهن المتفرج عن الأخطاء القاتلة في النص، كما هو الحال في العرض المسرحي(ميس). وفي ميس، نحن ازاء حكاية الملكة اليمنية بلقيس، التي اشتهرت بالحكمة، وعظمها القران الكريم باعتبارها نموذجا لحكمة الملوك، وباعتبار حكمها نموذجا للعدل والشورى، ولاحظوا التشابه بين الاسمين. وميس في العرض المسرحي، توافق على تسليم مملكتها للاعداء المحاصرين لها، وان يكون الرد على قذائف مدافعهم بالورود، منتهى الضعف والانهزامية والتخلى عن الدفاع عن الوطن وارتضاء حياة الذل والخنوع والانكسار، فهل نص يحمل مثل الافكار الانهزامية المخالفة للقيم والطبيعة الانسانية ان يكون نصا ناجحا، ويجعل العرض المسرحي افضل عرض في المهرجان. والربط بين ميس والملكة بلقيس، في النص،سل تشويه للملكة بلقيس، التي اشتهرت بالعقل والذكاء والحكمة، فهل من العقل والذكاء والحكمة، ان تفرط بلقيس بمملكتها وتسلمها للاعداء، ولو انها فعلت ذلك لما اشتهرت بالحكمة، وخلد ذكرها القران الكريم بآيان تتلى، لكن لجنة اجازة النصوص لم تنتبه لهذه المغالطة التاريخية التي تخالف واقعية المسرح، فليس للمسرح ان يزيف التاريخ ويشوه الشخصيات التاريخية التي اصبحت شخصيات قومية والمغالطة التاريخية ان النص يقول عن النبي سليمان انه جاء لليمن غازيا ويخبرنا القران الكريم ان النبي سليمان ارسل للملكة رسالة مع طائر الهدهد لما اخبره ان بلقيس وقومها يسجدون للشمس من دون الله (اذهب بكتابي هذا ثم القه اليهم وانظر ماذا يفعلون) وكان رد بلقيس على رسالته هو الشورى، اذ جمعت الملأ من قومها وشاورتهم في الامر، (يا ايها الملأ اني القي الي كتاب كريم.. انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم.. الا تعلوا علي واتوني مسلمين، فرد عليها الملأ بانهم اقوياء لا يهابون سليمان، لكنها تفوقت عليهم، فقد كانت تعلم ان لسليمان جيشا قويا، وان مملكتها لن تنجو دمار، فآثرت السلم وليس الاستسلام، اذ ارسلت لسليمان هدية، وآمنت بآلله، عن اقتناع لا خوفا منه، ولكنها لم تأمر باستقبال جنوده بالورود، وتسليم مملكتها له تسليما مهينا. كما فعلت ميس في النس، وكان اولى بلجنة اجازة النصوص ان ترفض النص، لكن لان الفرقة من وتعز فقد خشيت اللجنة ان يتم تفسير قرارها برفض النص تفسيرا، وهذا ما تم فعلا، فلقد قبلت لجنة اجازة النصوص من منطلق سياسي وليس وفقا لمعايير جودة النص ومنها الا يكون نصا يشوه حقائق التاريخ والشخصيات التاريخية والا يدعو الى قيم الوطنية، فهل من الوطنية ان نسلم اوطاننا للاعداء، واي اعداء، انهم في نص(ميس) اسرائيل والغرب واميركا. وواضح ان هذا النص يدعونا للتطبيع مع اسرائيل وليس السلام، الذي ترفضه تل ابيب، وعليه فإننا نقدر ان نتجنب غصب اسرائيل بأن نسلم لها اوطاننا، بالتطبيع، ويقدم هذا النص الانهزامي تفي ظل سارع بعض الدول العربية للتطبيع مع اسرائيل وهو استسلام لا غبار عليه، وهو يعني تسليم الدول العربية لتعبث بها وبشعوبها وتسيطر عليها لتقضي على الاستسلام وعلى العروبة، واذا كان المؤلف يؤمن بالاستسلام ولاسرائيل ولا يرى حلا غيره، فهذا من حقه، ولكن ليس من حقه ان يفرضه علينا في مهرجان مسرحي يقام بعدن، وقد تكون الدعوة اكبر، تسليم مدننا الجنوبية لمليشيات الحوثي، وهذا تفسير مش مستحيل، كان اولى به ان يدعو لجنة اجازة النصوص لرفص (نص)،لا ان تسمح بتمرير مثل هذه الافكار في مهرجان يقام بعدن، ومن الواضح انها لم تقرأ النص قراءة متعمقة، واجازته لان مؤلفه والفرقة التي ستقدمه من تعز، كي لايقال عنها انها لجنة غير وحدوية، ولا ننسى ان اعضاء هذا اللجنة وكذا اعضاء لجنة اختيار الفائزين هم موظفون في وزارة الثقافة، فحصل العرض المسرحي ميس على جائزة افضل عرض، ولم يحصل النص الذي دعا للاعتراف بقيمة المرأة وتقدير زورها في الصراعتارفع شأنها وت وز