د. خالد عبد الكريم 14 يناير 2019م حوار مطول أجرته صحيفة كوميرسانت الروسية مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن السيد مارتن غريفيث أثناء زيارته لموسكو 12 يناير 2019م . الحوار الذي أدارته مراسلة الصحيفة ( ماريانا بيلينكوى ) تطرق لأهم ملفات الحرب في اليمن ، وكان حديث غريفيث فيه الكثير من الشفافية التي لم تعد تميز مواقف الرجل ، حيث إعتاد مؤخرا التكتم وإحاطة تحركاته بالسرية وتجنب وسائل الإعلام . إستهلت كوميرسانت الحوار بأحداث قاعدة العند وتأثيرها على تنفيذ إتفاقيات السويد ومستقبل الحرب في اليمن ، هنا قال غريفيث " إتفاقيات السويد لن توقف الحرب ، فالحرب مستمرة للأسف. الهدف من الاتفاقيات التي توصلنا إليها هو وقف إطلاق النار في محافظة واحدة هي محافظة الحديدة " ، وأضاف " إنني أحث جميع أطراف النزاع التحلي بضبط النفس " . وعبر عن أمله ألا تحدث فجوة في إتفاقيات السويد بسبب حادثة قاعدة العند العسكرية . وفي معرض رده على سؤال للصحيفة عن توافق أعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن قال غريفيث " الآن لا توجد خلافات في مجلس الأمن حول اليمن من شأنها أن تقف في طريق التوافق القائم. هناك وجهات نظر مختلفة حول الجغرافيا السياسية - على سبيل المثال ، حول دور إيران. لكن جميع أعضاء مجلس الأمن متحدون بشأن الاستنتاجات التالية : أولاً ، لا يوجد سوى حل سياسي للنزاع. ثانيا ، يجب أن تتم هذه العملية تحت رعاية الأممالمتحدة . ثالثاً ، من المهم أن يعود الإستقرار الى اليمن وأن تكون هناك حكومة تتحمل مسئولياتها " . وعن تقييمه للدور الروسي في النزاع اليمني قال غريفيث "روسيا لديها موقف واضح جدا. كانت آخر من أغلقت سفارتها في صنعاء في ديسمبر 2017. روسيا هي عضو دائم في مجلس الأمن الدولي . وتلعب موسكو دورًا نشطًا في جهود الأممالمتحدة لحل هذا الصراع. روسيا هي مشارك كبير في هذه العملية ". وأضاف غريفيث " تمتلك روسيا إمكانية التواصل مع كافة أطراف النزاع ، وهذا شئ مهم للغاية ، حيث لن يكون هناك حل للمشكلة اليمنية بدون الإعتماد على السبل الدبلوماسية ، ولروسيا دور رائد في هذه العملية " . تسائلت كوميرسانت عن جولة المباحثات القادمة فأجاب غريفيث " إذا رأينا تقدما في تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في السويد ، فسنعقد جولة جديدة من المشاورات " معبرا عن أمله أن تعقد تلك الجولة في فبراير القادم . وعن الخلافات والقضايا الأخرى التي لم يتم التطرق لها في مشاورات السويد ، قال غريفيث " تنصب مهمتي ، وكل جهود الأممالمتحدة ، إلى إيجاد توافق بين طرفي النزاع .لا توجد حروب أخرى في اليمن ، ولكن هناك مشاكل من نوع آخر ، على سبيل المثال ، الوضع في جنوب البلاد ، هنا من الأهمية معرفة جوهر الخلاف و بالتالي وضع الأساس الصحيح لإيجاد الحلول ". وتساءلت صحيفة كوميرسانت " إذا لم يكن هناك أي تقدم في تنفيذ إتفاقيات السويد بحلول نهاية يناير ، ولن تجرى جولة جديدة من المشاورات في فبراير ، فما هي المشاكل التي سيواجهها اليمنيون؟ أجاب المبعوث الأممي الى اليمن مارتن غريفيث " المجاعة . هي الإحتمال الأسواء لشعب اليمن. وفي بعض المناطق يواجه الناس حاليا هذه الكارثة بالفعل. وإذا لم يكن هناك أي تقدم في المفاوضات ، فإن برنامج المساعدات الإنسانية (الذي أصبح الآن الأكبر في العالم) سيكون تنفيذه صعب للغاية في ظل إستمرار الحرب . انها ببساطة كارثة لا يمكن لأحد تصورها! هذا هو الخطر الرئيسي و الإنساني " . وأضاف غريفيث في معرض رده على سؤال الصحيفة الروسية أن هناك خطرا آخر يهدد اليمن في حالة إنتكاس العملية السلمية هو عدم الإستقرار وقال " أنتم تعلمون من المستفيد من عدم الاستقرار - الإرهابيين - . وهم موجودين في اليمن. سيزداد خطر الإرهاب على خطوط التجارة الدولية عبر البحر الأحمر " وأختتم غريفيث حديثه لكوميرسانت الروسية بقوله " لن نتخلى عن مسئوليتنا لحل هذا النزاع ، كون الحل مهم ليس فقط بالنسبة للمنطقة ، ولكن أيضًا لأوروبا. هذا نزاع له أبعاد استراتيجية تؤثر علينا جميعاً ، لكن أولاً وقبل كل شيء سيكون تأثيرها على أولئك الذين يعانون مباشرة ، إنهم شعب اليمن " تحدث غريفيث عن مطار صنعاء وعن الأسرى والمخفيين وعن الممر الإنساني الآمن لإيصال مواد الإغاثة ، كان حوارا شاملا تمنيت لو أنه كان في إحدى قنواتنا العربية أو صحفنا التي أصبح همها الأخبار والتقارير الموجزة وإبتعدت كثيرا عن الحوارات الجادة والطرح الموضوعي . *رئيس المركز الدولي للإعلام والتنمية .