افترقنا انا وصديقي ناصر في المنصورة بعد وجبة عشاء دسمه على حسابي ، أخذ دراجة نارية الى الشيخ وأخذت اخرى إلى البساتين ، وفي الطريق مررنا باتجاه محطة بترول امام مطعم الشرق الأوسط ، فقال لي " شا نبوك نئبي بترول " كنت اعترضت وحينما اخبرني بان السيكل قد يتوقف باي لحظة وافقت . دخل المحطة وطلب بترول ب ( 300 ) ريال استغربت من وضعه ف لتر واحد يحكي قصة وجع يعيشها السائق ، سالته مالذي يمكن ان يعمل لك لتر واحد في شوارع المدينة المحطمة ، اخبرني بانه لا يملك غيرها ، وشرح لي معاناته بدءا من مشاكل أسرية في قرية نائية بالحديدة مرورا بغربته في السعودية وشرح عن معاناته مع الكفيل وقسوة نظام جائر طردوه واحرموه من كل شيء اضافة الى معاناة اخرى في بلد مليئ بالمعاناة و الوجع والمشاكل والحروب ، الحرب حطمت كل شيء حتى غرفة بناها بثروته كاملة حطمتها الحرب وتركته وحيدا يفترش الارض و يلتحف السماء .
لم ينتهي معاذ من شرح مشاكله ولم أمل من سماعي له رغم الرياح التي كانت تأخذ من صوته الكثير قبل وصوله مسامعي، وقبل ان نصل مدخل الانشائات امام التقاطع سالته عن حالته الاجتماعية فأخبرني بانه " خاطب " ثم سالته عن عاداتهم يعني هل يتواصل معها او يكلمها او يخرج معها فرتفع صوته وقال " ابوها يمنئنا " وما اقدرش اوصل لها وقلت له صدق متى آخر مره شفتها يا معاذ " فصرخ وقال آآآه ورفع يديه ونسي محرك الموتر ، ونسي الطريق و القواطر و السيارات ونسينا جميعا ، افقنا ونحن بالقرب من قاطرة محملة وإمامنا باص شتمنا بكل لغات السب والشتم كدنا ان نسقط لكننا تماسكنا وقمنا بالسلامة .
لم يوقف معاذ او يعتذر بل قاد دراجته وأكمل الشرح وقال بان مشاعره تتلخبط حين يشاهد خطيبته ، مشاعر تخالجه لا يستطيع وصفها او الحديث عنها كنت اخاف ان نتعرض لموقف آخر وخصوصا حينما كان يبحر و يتعمق في وصف فارسة احلامه ، جمعت شتاتي وتركت معاذ و أوجاعه المتناثرة فوق جسده النحيل وتمنيت من كل قلبي بان توقف الحرب ويعم السلام و نهون امور الشباب بالزواج حتى لا ندخل تحت قاطرة أخرى والعياذ بالله .