أظهر استطلاع جديد أن الكونغرس الأميركي، الذي خرج لتوه من أزمة الهاوية المالية، هو الآن أقل شعبية من الصراصير والقمل بنظر الأميركيين. يتطلب الهبوط إلى مستوى أدنى من حشرات تبعث القشعريرة في الجسم مهارة فائقة، لكن الكونغرس الأميركي نجح في الوصول إلى هذا الدرك، بحسب الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة بابليك بولسي، وتوصلت فيه إلى أن الصراصير أوسع شعبية من أعضاء الكونغرس. كشف الاستطلاع، الذي شمل 830 أميركيًا، وأجري خلال الفترة الواقعة بين 3 و6 كانون الثاني/يناير الحالي، أن الكونغرس الأميركي هبط إلى مستويات قياسية جديدة من تدني شعبيته بنظر الناخبين الأميركيين أنفسهم، الذين أرسلوا ممثلين عنهم للعمل تحت قبته. كما وجد الاستطلاع أن من بين الأشياء الأوسع شعبية من الكونغرس الأميركي تسوّس الأسنان وقمل الرأس وفحص القولون بالمنظار الطبي، وزحمة السير وملفوف بروكسل وفرنسا. ومن الأشخاص الأكثر شعبية من الكونغرس، بنظر الأميركيين، جنكيز خان، وفرقة نيكلباك الكندية لموسيقى الروك، ودونالد ترمب، وباعة السيارات المستعملة، والمحللون السياسيون في واشنطن، كما تبين نتائج الاستطلاع. يرى مراقبون أن الكونغرس الأميركي الاثنى عشر بعد المئة تسوده الفوضى داخل عقدة لا حل لها، فيما قالت وكالة أسوشيتد برس إنه "من أقل الكونغرسات الأميركية إنتاجية منذ ما يزيد على 60 عامًا". وأضافت إن الأرقام الجديدة أرقام لا سابق لها، حيث أبدى 9 في المئة فقط من المشمولين بالاستطلاع رضاهم عن الكونغرس مقابل 85 في المئة أعربوا عن استيائهم منه. وتشير مؤسسة بابليك بولسي إلى عدم إنتاجية الكونغرس رقم 112 وسلسلة من المواجهات التي اندلعت فيه بشأن قضايا مالية، قائلة إنها السبب الرئيس لهبوط شعبيته إلى هذا المستوى. ونقلت مجلة تايم عن رئيس مؤسسة بابليك بولسي لاستطلاع الرأي العام دين دبنام قوله "نحن جميعًا نعرف أن الكونغرس لا يتمتع بشعبية واسعة، ولكن الحقيقة الماثلة في أن الناخبين يحبونه حتى أقل ممّا يحبّون الصراصير والقمل وجنكيز خان تبين حقًا إلى أي مدى هبط حجم ما يحظى به من احترام بين الأميركيين خلال الأسابيع القليلة الماضية". لكن الأنباء التي سمعها الكونغرس عن رأي الأميركيين به لم تكن كلها سيئة، بل أفلح في التقدم بالشعبية على كوريا الشمالية والشيوعية ومرض السيلان وفيروس أيبولا وفيدل كاسترو. من النتائج الطريفة، التي أظهرها الاستطلاع، تقدم الزحمة المواكبة للكونغرس على الكونغرس نفسه بنسبة 56 في المئة مقابل 34 في المئة للسلطة التشريعية في الولاياتالمتحدة. وتقدم فحص القولون بالمنظار الطبي على الكونغرس بنسبة 58 في المئة مقابل 31 في المئة، ولكن المنافسة كانت حامية الوطيس بين الكونغرس والقمل، حيث انتصر القمل بنسبة 45 في المئة مقابل 43 في المئة. وسجل الكونغرس فوزًا ساحقًا على الشيوعية بنسبة 57 في المئة مقابل 23 في المئة، وفاز بفارق كبير على كاسترو أيضًا بنسبة 54 في المئة مقابل 32 في المئة. كما فاز الكونغرس على مرض السيلان بنسبة 53 في المئة مقابل 25 في المئة. وكانت شعبيته بين الأميركيين أوسع من شعبية كوريا الشمالية بنسبة 61 في المئة مقابل 26 في المئة. واعتبر ليبراليون أن هذه النتائج مؤشر إلى تذمّر الرأي العام الأميركي من معارضة الجمهوريين لبرنامج الرئيس أوباما، ومن هنا الحديث عن العراقيل التي وضعها الحزب الجمهوري في طريقه. ولكن لا يُعرف ما إذا كانت مجاراة الكونغرس لمشاريع الرئيس أوباما سترضي الأميركيين، كما لاحظت صحيفة وول ستريت جورنال. وكانت شعبية الكونغرس بين الأميركيين ارتفعت لفترة قصيرة بعد تولي أوباما مهام الرئاسة، لكنها أخذت في الهبوط باطراد منذ ذلك الحين، ما عدا بعض المحطات العابرة. واستمر هبوط شعبية الكونغرس طيلة العامين الأولين من ولاية أوباما الأولى عندما كان الديمقراطيون يسيطرون على مجلسي النواب والشيوخ، وحققوا قائمة طويلة من الانتصارات التشريعية للرئيس. وأبدى الحزب الجمهوري مقاومة عنيدة ضد تمرير التشريعات الديمقراطية خلال تلك الفترة، ومن الصعب القول إن الكونغرس رقم 111 لم يكن مقيّدًا بالعراقيل والمعارضة. وكان ذلك الكونغرس منتجًا بغالبية المعايير، ولكن شعبيته لم تسجل ارتفاعًا رغم ذلك.