يسكنني الجرح منذ تشرين ولا أجد مكان للبوح وأصبحت بلا أمل .. يقع الحلم الموصود في وسط طموحي لا باب له ولا نافذه يحاصرني في زنزانة الكتمان والكبرياء في زمن لا يرحم ولم يعد هناك للهوى مكان نتاج فكر متطرف افقد السلام مكانته وأصبح طعم الموت وريحة البارود هما المتاحين وقوانين عرف القرى المتخلفة طغت على الفكر والثقافة . تخونني كلمات التعبير لاني لا اجيد كتابة أحرف الزيف ولا استطيع تسويق اوهامي , فكلما حاولت وصف صدق مشاعري ترددت خائفا ارتجف كطفل يشعر بالبرد الشديد , لامجال للحديث ومن يسمع الحنين في وقت أغلق الزمن ابوابه ونوافذه , وقيود تنتظرني فوق القيود التي تكبلت بها. سأكابر كذبا وزورا كي لا يُفهم جنونني بلغة منافقة تمحو الصدق ,أحاول ان أجعل بيني وبين الهوى الف حاجز ومشكلة كي لا ادخل مرحلة التيهان , فمكابرتي هي صبرٌ وأقناع نفسي ان الدخول في عالم أخر سينهيني إلى ابد الزمن , منذ تشرين وانا في مرحلة التيه وأعلم جيدا ان اللعب بالخيارات محرم في كل قوانين القرى التي جرمت ذلك ,فلا اقتنع الوجدان بالقدر ولا أحد من الناس يفهم ما يدور في فلكي الكبير . لم أعرف ان قوة الجذب ستودي بي في مكان سحيق تتخطفني نظرات بلا رحمة تقصفني ولا تدري بالجرح البليغ وليس لي ذنب غير ان "وجداني تعلق " وكلما حاولت ان انأى بعيدا هاربا ضعفت وتهت كطفل وديع لا يخالف الأوامر وكم من مرة حاولت ان اكون متعالياً وأمثل تمثيلا انني مغرورا وتارة مجنونا كي ابتعد فبسمةٍ فقط من بين الثنايا تنبعث كشروق الشمس او اجمل من ذلك فانسى كل لغات الكوميديا والجنون وأعود ذلك السجين محاصر ضعيفا ذليلا لا أجد من يفرج عني . ايها السجن الظالم !! ماهي تهمتي ؟ماذا فعلت ؟ أيصح بقانونكم المتعجرف ان تقيدوني بهذه القيود ؟ يامن توقفت امامك طالبا العفو اعفي عني ، فحكم الأعدام أهون من أن اظل محاصرا في زنزانتك بلا أكل ولا شرب ولا نوم ولا أحدا من الناس يعرف عن مكاني كالمخطوف عند الشياطين . لم أكتب في حياتي قصة غير هذه فانا السجين في السجن رقم 1 الشمالي منذ تشرين المنصرم الى شباط ، وأصبح سجني جزءا من حياتي ووقتي في ظل تيه يتخبطني بلا تركيز ولا اتزان . لن أعترف مهما كان ..ليس لدي تهمة ، والحق ان نحاكم عيناكِ وحلاوتك الفريدة التي اختطفتني وجعلتني جسد بلا روح !!! ليس عندي أي ذنب ايتها السجانة الخبيثة !! انا ضحية عينان ولن أعترف وسأكابر ولن انحني حتى وان اغتالني الزمن . ناجي محمود العيفري.