ذات يوم وحين كنت متواجداً في مدينة تعز وبعد أن أحكم حزب الإصلاح سيطرته على بعض أجزائها أسرتني مجاميع مسلحة تتبع حزب الإصلاح التكفيري وأخذتني إلى حي الروضة الذي أصبح معقلا من معاقل حزب الإصلاح يقتادون إليه كل من يختلف معهم في الرأي أو يخالفهم في وجهات النظر ومن ثم نقلتني إلى مدرسة زيد الموشكي التي حولتها ميليشيا من مدرسة إلى ثكنة عسكرية وإلى سجن. حين وصلت إلى تلك المدرسة كان أول من وجدناه فيها هو المدعو حمود سعيد المخلافي الذي أدار عملية اختطافي وأشرف على عملية التعذيب الوحشية التي حصلت لي على أيدي تلك الميليشيا في تلك المدرسة في ذلك اليوم. غسلوني بدمي في تلك الليلة وعذبوني عذابا لايعذب عذابه أحد في جريمة تكاد السماوات يتفطرن منها وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا. ليلة كاملة من غروب الشمس إلى شروقها وأفراد من الميليشيا يتناوبون على تعذيبي الواحد تلو الآخر كلما تعب الأول جاء الثاني دون أن يوقفهم خوف من الله ودون أن يردعهم رادع من ضمير. كنت أصرخ ولا مجيب واستغيث ولا مغيث وأتوسل بلا جدوى واستنجد بلا فائده. كلما زدت صراخا وبكاء كلما زادوني تعذيبا وتنكيلا وقسوة وغلظة. ياإلهي هم أي مجرمين وأي منحطين وأي سفلة وأي وحوش أولئك المجرمون الذين وقعت ضحية بين أيديهم تلك الليلة. عذبوني حتى اكتفوا وضربوني حتى اشتفوا ولم يتخلوا عني أو يخلوا سبيلي إلا بعد أن اقتنعوا أن مافعلوه بي لن ألقى من بعده عافية. ياالله ..كم هم أولئك الخاطفون مجرمون وسافلون ومنحطون أسروني وبلا ذنب وعذبوني بلا تهمة لقد من دناءة فعلهم ومن بشاعة جريمتهم لماذا الإخوان بين وأسير وطريد وسجين وشريد. عرفوني لماذا العالم كله يرفضهم ولماذا كل الناس ضدهم عرفت لماذا فجرت بيوتهم وشردت أسرهم ونسفت قصورهم وأحرقت مقراتهم. كانت التهمة التي وجهوها لي حين سألتهم لماذا تفعلون بي كل هذا فأجابوا أنت حوثي. وبالرغم من أنهم أنني لم أكن يومها حوثيا ولكن أخذتهم العزة بالإثم فعذبوني وضربوني وتجاوزوا كل قيود الدين والعرف والإنسانية. فعلوا بي كل ذلك ولم أجد لاصحيفة تحدثت ولاقناة تضامنت ولا مواقع نشرت لأنني مجرد شاب جاء من القرية لايحمل إلا في جيبه قصيدة وفي يده قلم.