في العاشرة من مساء الاثنين 15 مارس 2012، خرج الدكتور عبد الوهاب الوصابي، من مقر عمله في جولة تعز بالعاصمة صنعاء لإيصال زميله في العمل إلى منزله الكائن في حي سعوان، ولم يكن يدري أنه سيعود وعيناه مرهوبتان، وأنفه مخدوش، وملابسه مضرجة بدمائه، بفعل "العسكر" الذين أذاقوه سوء العذاب. أثناء عودة الدكتور من منزل صديقه، أوقفه جنود الشرطة في منطقة نقم جوار قسم آزال.. فتش الجنود الدكتور وسيارته، ووجدوا معه بطاقة عضوية في المستشفى الميداني بساحة التغيير بصنعاء، وعندها بدأت عملية الاعتداء. يقول الدكتور الوصابي: "أخذني الجنود وكتفوني إلى سيارة الشرطة، وقاموا بضربي في كل مناطق جسمي، بأعقاب البنادق، ولطمي، وركلي بأيديهم، حتى بدأت الدماء تنهمر من جبهتي وأنفي ويداي". ويواصل حديثه: "قلت لهم: لماذا تعملون بي هذا؟ أنا دكتور!، وهذه بطاقتي، وتفضلوا إلى مقر عملي للتأكد من ذلك.. أجاب أحدهم: أنت لست دكتور، أنت طرطور، أنت فتال". "حاولت أن أتوسل إليهم بأن يرحموني، وأن يتوقفوا عن ضربي، ولكن دون جدوى، كلما حاولت أن أتوسل إليهم ازدادوا في تعذيبي وركلي بأرجلهم وضربي بأعقاب البنادق". يضيف الوصابي. ويقول الدكتور أن الجنود أخذوه إلى قسم شرطة آزال في منطقة نقم، وأوصلوه إلى نقطة أمنية، ثم أوقفوا السيارة، وربطوا على يده اليسرى إلى باب السيارة الأمامي، وأخذوا يضربونه، وحين ارتفع صوته بالصراخ أجابه أحدهم: "إن لم تسكت، سنعذبك حتى الفجر، ثم نلبسك بتهمة حشيش وحبوب، وستجد طريقك إلى البحث الجنائي". بحسب قوله. ويناشد الدكتور المنظمات الحقوقية بأداء واجبها نحو قضيته جراء الاعتداء عليه من قبل الجناة السابق ذكرهم.