تتغير خارطة المصالح بين الأحزاب في الواقع السياسي اليمني من آن إلى آخر ، ومع مواقف حزب الإصلاح التي باتت تتناقض بين الحزب نفسه وتتعدد الاتجاهات والرؤى من وقوفه مع التحالف العربي أو ضده، إلا أن تصريحات توكل كرمان التي تدعو إلى تحالف مع الحوثيين على إثر المواقف المعارضة ضد حزب الإصلاح وسياسته على الأرض وخاصة ما حدث من انقلاب في تعز على اللجنة الأمنية إثر محاولات الشرعية أن تثبت تواجدها وتبسط الأمن من خلال أجهزتها الحكومية في تعز. تعكس مدى ما يعتري هذه الأحزاب من اعتلالات ويعكس للمواطنين أن لا قضية وطن يدافع عنها هؤلاء بل هي المصالح والتحالفات ما يبحثون عنه لضمان تواجدهم الوهمي باسم اليمن. هل كانت الأحزاب يوما أحزابا وطنية و هل اندمجت في منظومة سياسية حزبية تتكامل لأجل تحقيق إعادة اليمن إلى اليمنيين؟ هي تساؤلات نوجهها كمواطنين إلى تلك الأحزاب إن صح تسميتها بذلك وهي إلى الآن لم نر منها إي عمل حزبي على الأرض يشهد له. نحن لا نقف مع طرف على حساب آخر فكل الأطراف لم تعد تجدي نفعا، بل هي أطراف مشلولة إن صح لنا القول وآن لها أن تبتر. الصراع وحرب المصالح الدائرة في اليمن ما هي إلا حرب مصالح وأجندات خارجية يحركها كل طرف حسب توجهه. وقد تتغير التحالفات بين فترة وأخرى . وها نحن نرى تحالفا جديدا في طريقه إلى أن يكون حقيقيا ومعلنا دون مواربة كما كان من قبل . وكما كان تحالف صالح مع الحوثيين في الفترة السابقة التي أجبرته أن يدخل إلى بيت الأفعى ظنا منه أن الأمور ستبقى في يده وأنه قادر على وأد هؤلاء الحوثيين في لحظة ما إلا أنه في لحظة غادرة من الزمن دفع حياته ثمنا لهذا التحالف الذي قاد اليمن إلى الهاوية. لن يكون حزب الإصلاح أكثر بعدا من مصير صالح وحزبه وها هي ذي القوى التي لا يمكن أن نطلق عليها أحزابا سياسية لأنها أبعد من ذلك ، تأكل بعضها بعضا وسيقضون يوما ما على بعضهم ولن يكون لأي منهم الحق أن يتحدث باسم اليمن . فلقد تناست كل هذه الأطراف أنها جميعها يمنية ولا يمكن أن يعلو صوت أحد على آخر فلا يجب أن يعمل طرف على محو الآخر. و من لا يحتمي بالوطن وبأصوات الشعب على الأرض سينتهي دون أن يذكر وستُقلب الطاولة عليه .