تقرير / عبدالله جاحب: دراما التقلبات والمشاهد العسكرية ترمي بظلالها, وضبابية قراءة المتغيرات تقف عائقاً في وضوح الصورة السياسية والمشهد العسكري في حرب تدخل عامها (الخامس) بين شد التحالفات وجذب الخيانات, ومد الاستراتيجيات, وجزر الأهداف والأبعاد السياسية والعسكرية. تسارع المتغيرات العسكرية وسرعة واشتداد حدوثها على أرض الواقع توحي بسيناريو يلوح في الأفق, يعيد صيغة وكتابة سيناريوهات جديدة داخلياً وخارجيا. تواصل المعارك الشرسة في جبهات الضالع يضعها في صفيح "المواجهة" وفي فوهة (الخطر) ولهيب ونيران السقوط, وهذا ما يتخوف حدوثه الشارع الجنوبي، لا قدر الله. فقد أصبحت الضالع على صفيح المواجهة, حيث كثفت المليشيات الانقلابية (الحوثية) من تعزيزاتها صوب محافظة الضالع وفي اتجاه مواقع استراتيجية هامة في ظل تماسك من قوات المقاومة مدعومة بقوات الحزام الأمني والدفع بتعزيزات عسكرية وصلت إلى جبهات القتال. تلك الدراما الدراماتيكية في المشهد والساحة العسكرية بدأت فصولها تلوح من مجازر "تعز" واشتداد المعارك في جبهة ثره, ووصول إلى محاولة اختراق الضالع. فإن ذلك يوحي بتغيرات كبيرة سوف، وأن هناك تقلبات في التحالفات, وعقد صفقات واتفاقيات على أرض الواقع من شأنها تغيير عقارب وبوصلة "اللعبة" في الرقعة العسكرية عن طريق أطراف دولية وإقليمية ترمي إلى تغيير مسار العملية السياسية من طاولة الحوار إلى المسار العسكري في مضمار الجبهات القتالية. قد يرى الكثير من المحللين العسكريين أن تحركات الانقلابيين صوب محافظة الضالع فيه نوع من الانتحار العسكري وانه معركة محسومة "شكليا" ولكن من يشاهد الأمور من منظور التقلبات والتحالفات والمتغيرات الحاصلة على خارطة الأزمة يوحى إليه بأن هناك غطاء وإسناد من قبل جهات وأطراف تدفع بالانقلابيين صوب محافظة الضالع وتحاول تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية وفرض متغيرات وأحداث جديدة. فمن يدفع بالانقلابيين صوب "الضالع", وما هي تلك التحالفات الجديدة, وما هي المظلة التي تحمي الانقلابيين سياسيا وعسكريا وتجعل الضالع في صفيح المواجهة وفي فوهة الخطر ونيران ولهيب "السقوط". من وراء تسليم مواقع استراتيجية ؟ في تناقلات إخبارية متعددة امتلأت بها مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية وعدد من الصحف المعارضة, أكدت كل تلك المصادر أن هناك فضائح وخيانات حصلت من أطراف عديدة تهدف إلى محاولة إسقاط الضالع في أيادي الانقلابيين. وأكدت بعض المصادر أن حزب الإصلاح اليمني (الذراع السياسية والعسكرية للإخوان المسلمين) قام بتسليم أهم المرتفعات الاستراتيجية في المنطقة للحوثيين, وبحسب تلك المصادر فإن تلك المناطق تحديدا تطل على محافظة الضالع وتشكل خطرا كبيرا على المحافظة، وتحديدا (جبال مضرع, وناصه, والذاري, التي تطل على محافظتي إب والضالع, وكذلك جبال العود ومريس). وقالت المصادر أن سقوط تلك المواقع يغير في مجرى الحرب لصالح المليشيات الانقلابية الحوثية. هل كانت تلك المعلومات صحيحة وموكدة وكشفت أقنعه وتساقطت وجوه أم هي عبارة عن تخمين وخزعبلات إعلامية؟. ام أنها طعنات للتحالف والشرعية من قبل الأخوان وبداية الإعلان عن تحالف أخواني حوثي يلوح في الأفق. وقد ظهرت بوادر ذلك كثيرا, وفي الوقت نفسه صرح القيادي الحوثي مهدي المشاط, رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى, بأن المليشيات الانقلابية تتلقى ما دعاها (رسائل إيجابية) قائلا إن "الأخوان نادمون على الانخراط في صفوف التحالف" غير أنه لم يشر إلى أن مليشيات الإصلاح هي في الأساس تطعن الشرعية والتحالف من الخلف. هل يحاول (الصيادي) توجه ضربة موجعة لهادي؟ أثار قرار هادي الأخير الذي تضمن الإطاحة بعبدالكريم الصيادي قائد اللواء 30 مدرع في الضالع, وتعيين العميد هادي العولقي، غضب الصيادي كثيرا, وقد رفض التسليم في بداية الأمر واوصل الأمور إلى المواجهة مع العولقي, وبعد عمليات من الصراع والنزاع تمت عملية الاستسلام والتسليم, ولكن بعدها وفي أقل من أسبوعين, انضم الصيادي إلى المليشيات الحوثية وذلك بعد الإطاحة به كقائد للواء 30 مدرع، بحسب مصادر مسؤولة. كل ذلك يوحي بأن الصيادي يحاول أن يوجه ضربة موجعة وقاسية إذا تمكنت المليشيات من اختراق الضالع أو الوصول اليها. حيث تؤكد الكثير من المصادر بأن الصيادي يعمل على تسهيل وصول القوات الانقلابية الحوثية إلى محافظة الضالع كونه كان قائد اللواء 30 مدرع ويعلم كل مكامن الضعف والقوة في المواقع العسكرية. فهل يستطيع الصيادي إرسال رسالة وضربة موجعة للرئيس هادي في قادم الأيام من قلب جبهات القتال في الضالع. هل يتكرر سيناريو حجور في الضالع ؟ تلمح الأحداث والمؤشرات إلى أن هناك سيناريو يطهى ويعد على نار الأحداث المتسارعة ويحاول الإسراع إلى تقديمه على أرض الواقع. ينساب الكثيرون نوع المخاوف في تكرر سيناريو حجور على أرض الضالع, ويعيش الشارع نوعا من عدم الطمأنينة من سير الأحداث الدائرة في الفترة الماضية. حيث يرى البعض أن هناك مؤامرات تحاك وتنسج خيوطها بنفس مؤامرات وخيوط ونسيج أحداث حجور. حيث إنه في الوقت نفسه لم تلتفت فيه حكومة الرئيس هادي الى أن هناك خنجرا قادما يطعنها ويكرر طعنة أحداث حجور. وتتخوف القوى والأطراف السياسية والجنوبية من مؤامرات تحاك من تحت الطاولة تحاول إعادة واستنساخ تجربة غزو الحوثيين مجددا بهدف عقد تحالفات واتفاقيات وصفقات واستنتاج تحالفات جديدة ورسم معالم وملامح خارطة جديدة.