من البداية إلى النهاية نستطيع أن نقرأ التحولات السياسية والاقتصادية والأزمات التي مر بها الإنسان العربي على مر التاريخ حيث نرى أن الإنسان العربي مواطنين وحكام يسعون إلى الجاه والسلطة والإهتمام بالجانب العسكري والتفاخر به وممارسة الظلم واستغلال الفئات الفقيرة في المجتمع لخدمتهم مقابل أجور بسيطة ومهينة وفي أعمال عسكرية ومدنية يقبلها المواطن الفقير لأجل الحاجة نظراً للظروف المعيشية القاسية التي تصاحب الإنسان اليمني والعربي منذ عصر الظلام إلى العصر الحديث ، من عهد الخيل والناقة والحمار إلى عصر السيارات والطائرات ، لقد تطور العالم وتطورت بلدانهم و استغلوا التطور التكنولوجي واهتموا بتعليم أبنائهم لقد سخروا التكنولوجيا لنهضة شعوبهم وفي المقابل العقل العربي الذي طموحه السيطرة والإقصاء والظلم والتهميش وثقافة عدم التعايش وحب الذات وعدم الإحساس بالآخر ولهذا السبب كان التطور التاريخي عند العرب هو القتال بالسيف قديما والعبوات الناسفة والألقام حديثاً . النقد ليس فقط لمن يتزعمون الأحزاب والحكام وإنما لأبناء الشعب بأنفسهم لقد ترسخت في عقلية ونفسية الكثيرين من أبناء المجتمع أن كسب المال هو الأهم في هذه الحياة وبطريقة ليست أخلاقية أو قانونية وحيال ذلك يمارس المواطنون الظلم فيما بينهم وهذا انعدام ضمير وإنحطاط أخلاقي وثقافي وإنساني . أصبح تفكير المواطن نفس تفكير الحاكم الظالم في حب امتلاك الأموال والأراضي والسيارات وكيفية الحصول عليها وتحقيق الغرائز الشهوانية. هنا علاقة عكسية بين الحكم والمجتمع تدهور الحكم يأتي بتدهور مجتمعي والتدهور المجتمعي بدوره يؤدي إلى تدهور الحكم. الإنسان الصالح هو من يشعره ضميره أنه إنسان والإنسان يجب أن يكون له بصمات إيجابية تجاه أسباب وجوده في الحياة ، إذا لم تراجع الحكومات العربية سياستها الداخلية مع شعوبها للخروج من هذه الأزمات فإن التطور التكنولوجي يأتي على نهاية الحقبة العربية بأكملها لأننا لم نستفد من التطورات التكنولوجية إلا للحرب والدمار وقتل الإنسان فقط. والأزمات متشابهة في البلدان العربية وهذا التشابه هو مفتاح باب مجهول لمزيد من المعاناة والفقر والألم والمرض. والحقيقة تتجلى في أوجه الشبه النزاعات العربية محاورها طائفية حزبية . مانرى في نشرات الأخبار الكل يستطيع أن يرى أن الشركات المصنعة للمعدات والتنوع الحزبي والطائفي والتراجع الاقتصادي والفترة الزمنية للحروب القائمة والأطراف المعنية والمهتمة في هذا المجال هي نفسها من تدير العمل على المستوى العربي مع تشابه وإهمال في جانب التعليم والصحة والمعيشة. الشعب نفسه هو المحور الأول في تنفيذ هذه الأزمات ولانستطيع أن نحمل الحكام مسئولية كل شيء لتحقيق السلام والأمن لأن تحسين الوضع يتطلب تظافر جهود الجميع ، إذا وجدت الأمانة والصدق والإخلاص فنحن من يدير مستشفياتنا ومدارسنا وأولادنا هم الأطباء والمدرسون فلن يحدث التغيير إلا بجهود الجميع ، كما قال أحد الأدباء: "لقد زرت البلاد العربية فوجدت منازلهم نظيفة وأنيقة للغاية وشوارعهم مليئة بالقمامة فشعرت أنهم يملكون منازلهم ولا يملكون أوطانهم".