ليس سرا يارفيقي ان ايامي قليلة . في آخر رسالة بعثها الي عبر الواتس آب كانت تحتوي على قصيدة سوف احيا للشاعر العربي الكبير مرسي جميل عزيز والحان الاخوين رحباني وغناء صاحبة الصوت الملائكي فيروز ...بعث لي بالقصيدة كاملة وكأنه يستشعر بقرب دنو الأجل وفي نفس الوقت لديه شعور حب الحياة والتشبث بها متمثلا بقول الشاعر لم لا احيا وفي قلبي وفي عيني الحياة ...سوف احيا سوف احيا . انه الصديق العزيز الاديب والاكاديمي والاستاذ الراحل عمر محمد عبد الحبيب رئيس اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين الأسبق فرع ابين واستاذ اللغة العربية بكلية التربية جامعة ابين . لقد كان لخبر وفاته الذي وصلني بعد ظهر السبت 9 ابريل 2019 م الأثر الكبير في نفسي وشكل فاجعة وصدمة كبيرة لي ولكنها مشيئة الله التي لا راد لها . عرفت عمر حبيب منذ وقت مبكر اثناء الدراسة في المرحلة الاعدادية في اعداية زنجبار م/ابين حيث كنت اسبقه بعام دراسي...عرفته كاحد الطلاب المشاركين في الانشطة الا صفية وأول مالفت انتباهي اليه مشاركته ضمن فرقة موسيقية مصغرة واتذكر انها كانت تتكون من الطلاب عبدالحكيم محسن عطروش وجلال ناشر سيف واحمد صالح وعلي عيسى حيث كان الفقيد عمر حبيب يعزف على آلة الموديكا هو وعبد الحكيم عطروش وكنا نستمع اليهم وهم يقومون بعزف مقطوعات موسيقيةعربية عبارة عن مقاطع من اغاني ام كلثوم وغيرها من المقطوعات الموسيقية . وبعد انتقال دفعتنا للدراسة الثانوية في ثانوية الشعب م/عدن وبقاء عمر ودفعته للدراسة في ثانوية زنجبار انقطعت صلتي به ...وفي منتصف الثمانينيات تجددت العلاقة بلقاء جمعنا في منزل السفير الاستاذ عبدالله عبودة همام في خورمكسر في جلسة استعدنا فيها ذكريات الدراسة واستمعنا فيها الى بعض من اغاني الزمن الجميل ...وجدير بالاشارة ان العلاقة باسرة والده محمد عبدالحبيب اقدم بكثير حيث كان والده ووالدي رحمهما الله زملاء عمل حيث كانا يعملان مفتشين زراعيين في السلطنة الفضلية كما ان والده رحمه كان متزوجا من قريتي الدرجاج على ام الكابتن طيار رشاد محمد عبدالحبيب رحمه الله. توطدت العلاقة اكثر في مطلع تسعينيات القرن الماضي حيث جمعنا العمل الثقافي والأدبي والفني من خلال موقعة كرئيس فرع اتحاد الأدباء في أبين ومن خلال موقعي في قيادة جمعية تنمية الموروث الشعبي في عدن وكان للفقيد دورا فعالا في التنظيم والمشاركة للعديد من الفعاليات الثقافية والفنية التي كنا في جمعية الموروث نقوم بتنظيمها في ابين وفي عدن ...واتذكر من تلك النشاطات الزيارة التي قمنا بها الى زنحبار م/ابين انا والصديق العزيز الفنان القدير عصام خليدي بدعوة من الاستاذ حسين محمد ناصر مدير مكتب الثقافة م/ابين رحمه الله وتمت استضافتنا وكان عمر حبيب والاستاذ محمد الحاج مدير مكتب الاعلام في ابين حينها كانا معنا في تلك الزيارة واقاموا لنا جلسة مقيل في منزل الاستاذ محمد الحاج بحضور الفنان ديرم . كما كان للراحل عمر حبيب دور فعال في تنظيم وانجاح فعالية ثقافية وفنية نظمها نادي الدرجاج الثقافي الرياضي والاجتماعي ومنتدى الهشوش في عام 2002 م بمناسبة الذكرى 45 لتأسيس نادي شباب الدرجاج وتكريم الشعراء الغنائيين من ابناء الدرجاج وهم الشاعر محمد عبد الرحمن هشوش والشاعر علي محمد حسن والشاعر علي حيمد وهذه الفعالية كانت من انجح الفعاليات الثقافية والفنية التي شهدتها منطقة الدرجاج حضرها عدد كبير من الأدباء والفنانين من عدنولحجوابين من ابرزهم الشاعر عبدالله باكدادة والموسيقي الكبير نديم عوض والملحن الكبير الراحل علي حسين الكيلة والفنان عوض احمد وغيرهم وكانت عبارة عن تدشين لبرنامج نشاطات فرع اتحاد الادباء م/ابين لذلك العام . كما كان للفقيد الصديق عمر حبيب دور كبير في الاعداد والتحضير والتنظيم للفعالية الكبرى التي نظمت في الدرجاج في ديسمبر 2003 م من قبل النادي ومنتدى الهشوش وعلى رأسهم الاخوين العزيزين الحاج علي محسن ناجي وسالم محمد حيدرة احتفاء بصدور ديواني الغنائي الاول (احلى ابتسامة)فقد قام العزيز عمر بحشد عدد كبير من الادباء والمثقفين والفنانين من مختلف مديريات م/ابين والذي حضرها عدد كبير من ادباء ومثقفي وفناني م/عدن وكذلك لحج منهم الأديب نجيب مقبل والشاعر هاني جرادة والفنان فضل كريدي وفرقة بلابل بنأ بالحصن التي أحيت تلك الأمسية . وتواصلت لقاءاتنا حيث كان رحمه الله كلما سمع عن وجودي في الدرجاج يأتي من زنجبار لزيارتي وخصوصا في الأعياد والمناسبات وذات مرة زارني هو وعدد من الفنانين من ابين منهم الفنان الشعبي القدير الراحل احمد عبادي ذاكرة ابين الفنية ...كما انني كلما زرت زنجبار احرص على اللقاء به...لنتبادل الاراء والمعلومات حول العديد من الامور الثقافية والفنية. وفي احدى الامسيات التي كنا ننظمها ضمن برامج جميعة تنمية الموروث الشعبي استضفناه لاحياء فعالية حول العادات والتقاليد في م/ابين وكانت امسية رمضانية اقمناها في منتدى الباهيصمي في المنصورة. كتب عني الراحل عمر حبيب العديد من المقالات والقراءات الأدبية النقدية حول عدد من غنائياتي من اشهرها قراءة في اغنية بعنوان( برغم كل الظروف) ترمومتر العشق والتضحية وقد نشرت هذه المادة في العديد من الصحف. وله العديد من الكتابات الادبية والقراءات النقدية في عدد من النصوص الأدبية لعدد من الشعراء كما حرص على نشر بابا ثابتا في صفحات التواصل الاجتماعي بعنوان ذاكرة الفن الأبيني ينشر في كل حلقه نص غنائي لشاعر من شعراء ابين في الزمن الجميل واستمر ينشر هذا الباب حتى قبيل وفاته. كان رحمه الله عصاميا فقد كان حريص على تطوير ملكاته العلمية والثقافية والأدبية وكان يحضر لنيل شهادة الماجستير لولا الجلطة التي اصابته وحدت من حركته ونشاطه في السنوات الأخيره,وفي مرضه لم يحاط باي اهتمام او رعاية من قبل اي جهه من الجهات فقد ظل صابرا