تجد أحدهم(يغرد)و لكن بصوت غراب فينعق مادحا و بالباطل صادحا متذللا ل(بشوت)القوم طمعا في بشاشتهم و إذا بشت الوجوه جادت الأكف لذلك عن تذلله لا يكف و جفنه لا يرف و هو يطبل و يزف! فتارة يصف لنا كرم صاحب (السموم)و الكرم هنا ثمن بخس دراهم معدودة للزاهدين في العزة و الكرامة في سوق نخاسة القيم و الأخلاق الذي يرتادوه بائعون و مشترون ليس لهم خلاق. و تارة يتغنى بشجاعته(الدونكيشوتية طبعا و قطعا)و هو أجبن من صافر و فيه يصدق قول الشاعر: أسد عليَّ و في الحروب نعامة**فتخاء تجفل من صفير الصافرِ و تارة يتفنن في إقناعنا بنباهته ونجابته و التي لا تجاوز نباهة ونجابة هبنقة بحال من الأحوال! و تارة يعزف أوتاره بأنشز الألحان و أقبح البهتان كمتيم ولهان قد ذل و هان فكأنه ما كان. و المضحك المبكي أنه مطبل أجير بدرجة وزير! و تافه آخر يأتي على ذكر دول كانت ولازالت و ستظل إلى أن يشاء الله تنخر البلاد و تنحر صالحي العباد و تتمادى على ترابنا في الاستبداد و لم تترك فرصة إلا جرعتنا الغصة تتلوها الغصة و من سبر أغوارها و علم أخبارها تيقن و تفطن أنها أتت للتدمير لا للتحرير ثم يأتي هذا النحرير ليجعل الكوارث أنعم من الحرير و يمارس فن التحوير و التغرير ليحصل على عبد بمرتبة وزير! تلك قطرة من مطرة و غيض من فيض لمهرجين تافهين يتقافزون تقافز القردة على أحابيل السياسة بمنتهى النذالة و الخساسة عارضين بضاعتهم المزجاة لمن يدفع أكثر،باعوا فضاعوا و ماعوا و ليتهم اكتفوا ببيع نفوسهم فهي أرخص من أن يبكيها أحد و لكنهم باعوا البلاد و أضروا العباد و أكثروا الظلم و الفساد و عم بسببهم في كل المناحي الكساد. فإن بادرتني بسؤال:فأين قيادات بقية المكونات من حديثك؟ فأجيبك بما قل و دل: كلا الأخوين ضراط و لكن**شهاب الدين أضرط من أخيه