أضحك حد البكاء، عندما أرى بعض (المتشعبطين) بحبل القضية الجنوبية وهم يتحدثون عنها وبكل قوة وعنفوان، وكأنها تجري في مجرى الدم، ويحاول (الغباء) تصديقهم والدفاع عنهم والانبهار بهم، وفي الأصل هم بعض (الممثلين) البارعين وجدوا لهم سوق نخاسة وجمهور لم يعد يفرق بين النطيحة والمتردية ! أتذكر ذلك المشهد، والأصيل ناصر ثابت العولقي، يدعو لوقفة احتجاجية في عاصمة المحافظة (عتق)، لتمكين ابناء شبوة من الحصول على نصيبهم من حصة الوظائف بمشروع الغاز المسال في بلحاف بعد افتتاحه، وحدد الزمان والمكان، وتم توجيه الدعوة للجميع للضغط على السلطات واحقاق الحق لأهله. صباح ذلك اليوم، خرجت من منزلي مشيا على الأقدام، وقبيل وصولي لمكان الوقفة (أمام مكتب سبأ فون)، قابلت أحد الأشخاص في طريقي، وبعد التحية والسلام، اخبرته بالوقفة، وطلبت منه المشاركة معنا، فرد علي: " شي معكم عيشة"؟!!. قلت له: " معنا مواقف وثبات وبطون خاوية"!!!. قال لي: طريقي غير طريقكم!!!. واصلت المشي، وفي تلك اللحظة وقبيل موعد التدشين بنصف ساعة، شاهدت هايلوكس شرطة عتق وهو (يحمل) ناصر ثابت_ رحمه الله وتجاوز عنه_ ومعه لافتة الوقفة، وهرولوا بهما، ارضاء لسيادة المحافظ المقدشي، ومدير أمنه الحنش!. وصلت ولم أجد من حمران العيون، وطابور المناضلين سوى شخص وحيد، وقف حائرا أمام ذلك المشهد المبكي، فالساحة خالية من المتحمسين، ولم نجد أثرا لاستعراض العضلات، والتغني بحب الجنوب وشبوة والقضية العادلة!!!. سلمت على أخي وصديقي (محمد بنيص) الحاضر الوحيد، وانتظرنا ولم يأت احد، يبدو أن (الجيوب) كانت ممتلئة في ذلك الوقت، والمصالح على قفا من يشيل، لهذا لم يحضر أحد..!!!!. أعتقل الأشاوس الصنديد ناصر ثابت، وانتظرنا لعل وعسى نسمع صوت احتجاج ولو همسا من تحت بطانيات (الخوف)، أو بيان خجول يحفظ ماء وجه بعض رجال ذاك الوقت، لم نتحصل على (لبن العصفور)، ولهذا تواصلت مع الأخ والزميل شفيع العبد، عضو المجلس المحلي في المحافظة (حينها)، واتى من الصعيد بصحبة الأخوين عبدالله حسين الجقري، والشهيد_ بإذن الله_ محمد جازع أحمد، وبدأنا مسلسل طويل في المتابعة، إلى أن تم الافراج عن ابن ثابت مساء تلك الليلة، وخرج من زنزانة الترهيب_ كعادته_ مرفوع الرأس، ومن سوء حظه لم تكن هناك جماهير في انتظاره ترفعه إلى عنان السماء، وتهتف بحياته، وهو من خرج لأجلها ومطالبا بالحقوق المغتصبة!. رحم الله المناضل الصلب ناصر ثابت، الذي كان يقدس قضيته ولم يساوم ولم يعرضها في سوق النخاسة وسوق النفاق والمنافقين، ولم يركب موجة اعتلاء المنصات، و "صورني عشان تطلع الصورة حلوة" برفقة علم الجنوب، كي يتاجر بها، ويدخلها ضمن بورصة وثقافة تجارة (الجيوب)!!!!. ولا عزاء للشرفاء وصناديد الحراك الجنوبي النبيل_ ثورة الشعب الحقيقية!!!.