هاهي الضالع ودعت اليوم قائدً فذً جلدً شهمً ومغوار. كم قرأنا واطلعنا على الكتب والأفلام الوثائقية التي أرخت أعظم المواقف البطولية وأشهر المواقف بتاريخ الصراعات والملاحم والحروب ، لكن يأتي موقف قائدنا وعظيمنا الفريد بنوعه ليكون أكثر غرابة وإثارة " الأمر مختلف جداً في الضالع " فهناك مايحير الأنفس ويعجز العقل البشري على تخيله واستيعابه " حين ترى القائد بنفسه ؛ بكل حمية وإقدام في مقدمة الصفوف الأمامية بسلاحه الشخصي " تلك البندقية المتهالكة التي جار عليها زمن من الحروب للتصدي ، والكفاح ضد كل الجوق العدائية للوطن، غريب ذلك المشهد وأكثر غرابة وإثاره حين ترى القائد يخاطب أفراده قائلاً " إن رأيتم رصاص العدو تخرق جسمي وتلثمه ورأيتموني أسقط حينها قتيلاً وسمعتموني ألفظ الشهادتين حيالها، فلا يحيدكم استشهادي او يشغلكم عن النيل من العدو ، بل دوسوا بأقدامكم على جثتي وحذاري أن تهرعوا ، ولا تربطوا جأشكم وعزيمتكم بي فلا صلة لي بالنصر فكل نصر حققناه كان بفضل الله وبفضلكم ، وما أنا إلا واحدً منكم ، لا أزيد عنكم إلا بحروف تفضيلية وشعار بسيط جعل مني قائداً عليكم ، ووصيتي أن تستمروا بمهاجمة العدو ، بكل حماسة وإقدام نحو مواقع العدو واعزموا على إبادته ودحره من على ثرى الوطن لتكونوا بعدها العين التي لا تغفوا عن حراسة حدوده.
هذه المواقف البطولية لم نقرأ لها مثيل بكتب المؤرخين وإن كانوا الاساطرة ذو القصص والروايات الخيالية ، لكننا وجدناها عياناً بياناً في بجبهات الضالع جبهات الشرف والبطولة .
ولازالت الضالع تقدم خيرة ابطالها وشجعانها.
حين تقرأ او تسمع اسم الضالع وجوب عليك أن تحني رأسك لها وتغفوا بخيالك وفكرك مفسراً ومترجماً لهذا الأسم العظيم ومايحمله من معاني الإبا والشجاعة والصمود ، الضالع إسم سطر على صفحات التاريخ عبارات العزة والكرامة بدماء زكية وطاهرة .
وهاهي الضالع تودع أحد أعظم قيادتها بالسلك العسكري وأبرزهم وأكثرهم إقداماً وشجاعة ووطنية وأكثرهم إيماناً وإخلاصاً تجاه القضية الجنوبية التي سعى الجنوبيين لإنصافها بما استطاعتوا له ' تلك القضية التي انضوت تحتها كرامة الوطن وحرية الشعب .
الضالع تودع ذلك الفارس والشهم المغوار الذي كسر حاجز الخوف والمذلة وتقدم الصفوف الأماميه بروح البسالة ، متصدي لقوى العدوان.
إنه القائد اللواء الركن / سيف سُكره ، قائد اللواء الأول مقاومة جنوبية.
ذلك القائد الذي صاغ لنا بموقفه رسالة بليغة المعنى رصينة الألفاظ قوية اللهجة، تنص رسالة موقفه : أن الضالع حرة عصية ، استحالة أن تخضع او تركع لعدو محتل غازي، الضالع هي درع الحماية وحاجز الصد من أي تربص يهدف للمساس بكرامة الوطن وعزته او إلحاق الأذية بالشعب الجنوبي ، وأن ثرى الوطن محرم على المتربصين به شراً ، وأن رجالها وأبطالها على أتم استعداد للتضحية ! حتى آخر ضالعي للحفاظ على كرامة الوطن وعزته .
القائد سيف سكره 'رغم منصبه وثقله وحجمه القيادي، لكنه جعل من نفسه فرداً عادياً مهمته الدفاع عن الوطن ، وباشر جبهات القتال بمقدمة الصفوف متصدياً للغزاة المحتلين ومحرفي الملة والعقيدة .
القائد سيف سكره لم يقف مكتوف الأيدي ولم يكن الحفاظ على منصبه بقائمة اهتماماته. لم يأبه أن يحظى بحياة الرغد وعيش الريث إن كان ضريبة منصبه المساس بكرامة الوطن .
القائد سيف سكره، أدرك أن الوطن أصبح مشهداً تحت عدسة كل عين خبيثة جشعة وطامعة، وأن الوطن أصبح غايةً وهدفاً للعدوان الإحتلالي الذي أقبل بوجه الحوثي وهو بحقيقة الأمر غزو مجوسي يروم تحريف الدين والملة الإسلامية لكنه كسر وهزم في 2015م ومن ثم حاول العدوان الشمالي أن يعيد كرة الهجوم تارة أخرى، حاملاً وجه الحوثيين وهو بحقيقة الأمر عدوان ظم واكتنف كل القوى البشرية الشمالية بمختلف اطيافها وأحزابها وتوجهاتها، ذلك ورغم إيمانه الصادق بعدائية الحوثيين للشعب الشمالي الغير مرتضين بحكم الإمامة إلا أنه أدرك حجم عدائيتهم ومؤامرتهم وإتفاقهم ضد الجنوبيين ، وتيقن أن الخلاف بين الحوثيين وجماعة حزب الأصلاح، وكذا الخلاف مع قوات شمالية أخرى تبدو معادية للحوثيين، إنما هو خلاف عادي للحفاظ على المناصب سعياً خلف السلطة، وأدرك أن الفاجعة من ذلك أعظم ، والتي أدرك من خلالها أن مختلف الشرائح والأحزاب الشمالية قد تكون مختلفة شيئاً ما مع بعضها لكنها طامعة بالجنوب ومجمعة بأن النيل من الجنوبيين لتقاسم ثرواته وخصخصتها شرط بقائهم وأن ثروات الوطن ركيزتهم وبدونها لن يكون لهم بقادم الأيام شأن او مكانه يحافظ بها كلاً على حجمه ومستواه.
القائد سيف سكره ؛ تيقن أن المحافظات الشمالية تحوك المؤامرات بخبث النوايا ضد الجنوبيين والوطن الحبيب فسعى للتصدي لهم، جاهداً وساعياً لعرقلتهم بروحه ودمه.
القائد سيف سكره قدم لنا أبلغ رسالة وخير عضة يجب علينا الأخذ بها.
القائد سيف سكره ؛ بموقفه هذا يكون قد وضع من نفسه ومن موقفه سطوراً بين دفتي كتب التاريخ، في محتواها دروس الإقدام والتضحية والشهامة والبسالة والصمود لقائد إسطورياً جدير بنا تصنيفه ضمن عظماء الأمه ، جعل من نفسه تاريخاً يضرب في عمر العصور القادمة ليكون فخراً للنسل الجنوبي بآتي الأزمان والسنين.