الأخوة في حزب الاصلاح جربوا شعبيتهم في الشعب الجنوبي مرات ومرات فلم يفلحوا .. ، وآخر اختبار مخز لهم كان في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ، عندما قاطع أبناء الجنوب هذه الانتخابات بنسبة 97/% وقالوا جهارا نهارا أنها لا تعنيهم بشيء .
ان مرد هذا الانحسار لمكانة حزب الاصلاح في الوسط الشعبي الجنوبي إنما يرتجع في الأساس إلى موقفه الداعم لاستمرار احتلال الجنوب , ولذا توالت كبواته و انكساراته و هزائمه في التعبئة حتى في صفوف الكثير من أعضائه المنتمين للجنوب والذين أبوا أن يكونوا الا في صفوف ثوار الجنوب شأنهم شأن أخوانهم الآخرين من الجنوبيون الذي بتروا صلتهم نهائيا بأحزابهم جراء تبنيها لذات الموقف الإصلاحي المشرع للاحتلال! .
ان تلك الاصطفاف الجنوبية المليونية المتتابعة والمصرّة على استعادة الدولة الجنوبية المستقلة قد أربكت تماما القيادات الحزبية المناصرة للاحتلال وفي مقدمتها قيادة حزب الاصلاح والتي أخذت تستشعر وبمرارة اضمحلال وجودها في الساحة الجنوبية ،بل وادركة جيدا انه لم يعد لها سلطان على أغلبية الأعضاء الذين كانت تظن أنهم سيتبعونها بالحق وبالباطل !! .
لقد كان المؤمل من حزب الاصلاح وهو الشريك الرئيسي للمحتل في حرب 1994م أن يتملّى جيدا في جرمه الأوّل بحق أبناء الجنوب وأن لا يعاود الكرّة في فعل جرم آخر بحق هذا الشعب فيكفينا منه نكبة واحدة !! وليعلم ان أبناء الجنوب ومن ضمنهم إخواننا الذين ينتمون لعضوية الاصلاح أنهم ليسوا بعقلية ذاك الزمن .. الذي يمكن فيه حشو العقول بما يحلو له .. فالكل على الساحة الجنوبية أستوعب الدرس والكل أنكوى بالقهر والمهانة والإذلال وتمرغ بجحيم الاحتلال, والأغلبية الغالبة عازمة على نيل الاستقلال . مهما كان الثمن .
فماذا تبقّى للإصلاح بعد أن طاح وجوده في كل محافظات الجنوب الا من مليشيات ضئيلة جدا جدا في عدن لا تقوى الخروج من جحورها بن حين وآخر الا بمساندة عساكر الاحتلال الجاثمين هناك بآلياتهم المصفحة والمدرعة لإرعاب السكان الرافضين للاحتلال ولاعتقال النشطاء السياسيين .
ان حزب الاصلاح الذي أرتكب وزارة كارثية في عام 94م يبدو كما يتردد انه يحظّر راهنا لوزارة أخرى أكثر شناعة تكون ساحتها عاصمتنا عدن . فهو بعد أن فشل فشلا ذريعا في أن يجمع حتى ألفين شخص في أي عاصمة محافظة جنوبية لمؤازرة مشروعه الداعم للاحتلال فانه يحاول الآن وبدعم سخي من أعوانه في صنعاء أن يستجلب إلى عدن حشد كبير من الناس من خارج أرض الجنوب ( من مناطق الشمال) وبالأجر العاجل طبعا , ليصور هؤلاء المستأجرين (شهود الزور)على أنهم جنوبيون مناصرون للوحدة , ولأبأس أن يفكر( الاصلاح ) باستخدام أفراد قلة من الجنوبيين المتمصلحين بالاحتلال على أنهم من الحشد المزيف ليناط بهم دور التصريح المؤيد للمناسبة (المغالطة)من على وسائل الإعلام المحتضرة ليكتمل المشهد ويتحقق المراد!! .
وللمعلومية نفيد الأخوة في حزب الاصلاح أنهم إذا ماكانوا فعلا يعتزموا إقامة مثل هذه المسرحية فأن عليهم أن يتحملوا كل العواقب .. لأن الشعب الجنوبي الذي ثار على المحتل وقدم الشهداء والتضحيات الجسام .. لايمكن أن يسمح بتزييف شخصيته أو يقبل أي نوع من مثل هذا السخف ..