على امتداد خارطة اليمن في المناطق المحررة من مليشيات الحوثي الانقلابية هناك المئات من العوائق والآلاف من المشكلات والملايين من المُعدمين والمعوزين الذين تطحنهم رحى الحاجة والفاقة دون رحمة. وهذا ما يجعلنا نتساءل وبشدة: أين دور التحالف العربي؟! نمر في شوارع عدن ونكاد نهوي في حفر عملاقة أو نتلف السيارات في أخرى، حيث لم تسلم من تلك الحفر سيارة واحدة. وفي حين يدفع البسطاء دم قلبهم لإصلاح سياراتهم، يذهب النافذون لشراء سيارات مدرعة من أموال الشعب، حيث لم تسلم منهم حتى المساعدات الدولية التي نسمع بها كل يوم، وآخرها يوم أمس المنحة الكورية التي تسلمها وزير الإدارة المحلية في ميناء عدن بحضور سفير كوريا الجنوبية، وتقدر ب19 ألف طن من الرز، وسيعقبها دفعة ثانية مقدارها 40 ألف طن. ناهيك عن آلاف المنح من الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والدول الصديقة، إلى جانب ما تقوم به دول التحالف من دعم متواصل دون انقطاع في توزيع السلال الغذائية ومعالجة الجرحى ومساعدة المعوزين وذوي الحاجة، وفي مقدمة ذلك هلال الإمارات ومركز الملك سلمان. لكن هذا لا يمنع من أن نتساءل: صيانة طرق عدن المتهالكة مسئولية من؟! وأين دور التحالف في ذلك مادام هو الآمر الناهي في كل مناطق الشرعية، والمتحكم بثرواتنا النفطية، التي لم يسمح بعد بعودة تصدير النفط والغاز كما كان قبل الحرب، في خطوةٍ مازالت تضع ألف سؤالٍ وسؤال!! من الحديدة حيث يرابط أبطال القوات المشتركة وحتى محافظة المهرة، طريق مهلهل تغطيه الكثبان الرملية وتعتوره الحفر والمطبات، ويعاني فيه المواطنون الأمرين، وقوات التحالف تمر منه ذهاباً وإياباً كل يوم، كما تفعل في عدن. ومع ذلك لا نجد للتحالف بصمة واحدة في سفلتة طريق أو صيانة شارع، وكأنهم يطبقون المثل: داخل في الربح خارج من الخسارة!! الكهرباء لا تكاد تمر أربع ساعات أو ثلاث حتى تنطفئ لساعتين أو أكثر، والناس يصطلون بلهيب الصيف الذي يشوي الجلود شياً. ومع ذلك لا نسمع من التحالف سوى وعود طالما تكررت حتى ملها الناس ولم يعودوا يصدقوا أحدا. وكلما انطفأت الكهرباء ارتفعت ألسنة الناس بالسؤال: أين دور التحالف العربي؟؟!! وكلما شكا جرحى الحرب من الإهمال ارتفعت الأصوات بالسؤال: أين دور التحالف العربي؟؟!! وكلما ضاق الناس ذرعاً بأسعار تذاكر الطيران وعدم فتح المجال لكل شركات الطيران للعودة كما كانت قبل الحرب من أجل التخفيف على الشعب، صرخ الناس بالسؤال: أين دور التحالف العربي؟؟!! أدبياً وأخلاقياً وقانونياً مادمتَ تتحكم في بلد فأنت من تتحمل المسئولية كاملة تجاه مواطنيه لتوفير كل حاجياتهم، أو امنح حكومته الشرعية كامل الصلاحيات وابقَ أنت بعيداً وهي تتحمل كامل المسئولية، أو ارحل ودع اليمنيين يصلحون أحوالهم بأنفسهم، وأسقط من على كاهلك مسئولية عظيمة يبدو أنك لستَ أهلاً لها. وهنا تحضرني مقولة الخليفة عمر بن عبدالعزيز حين أرسل لواليه على الحجاز، قائلاً: "كثر شاكوك وقل شاكروك، فإما اعتدلتَ وإما اعتزلت".