لكل حركة ثورية مجموعة من الأهداف تسعى إلى تحقيقها ومبادئ تلتزم بالعمل من خلالها.. فالأهداف تكون غايات يجب العمل على تحقيقها، أما المبادئ فأنها تمثل مايحب مراعاته في سبيل تحقيق هذه الغايات وأثناء العمل على تنفيذها وإدراكها.. والهدف يمثل الغاية النهائية التي تسعى أي حركة ثورية إلى تحقيقها، بعكس المبدأ الذي يمثل تعليمات يجب احترامها أثناء وفي سبيل تحقيق هذه الغاية. أذن فالمبادئ هي قواعد للسلوك يجب الالتزام بها لتوفير المناخ اللازم لتحقيق الأهداف..والحراك الجنوبي السلمي شأن أي حركة ثورية في العالم له من الأهداف والمبادئ ينبغي أتباعها والالتزام بها مهما كانت الاختلافات والتباينات في وجهات النظر بين مختلف القوى السياسية في الحراك الجنوبي .
أن هدف الحراك الشعبي السلمي في جنوب اليمن واضح وغير قابل للتأويل أو أي اجتهادات فلسفية فضفاضة لاتساعد على تحقيق الهدف النبيل الذي اختاره شعبنا الجنوبي وضحى من أجله بقوافل من الشهداء والجرحى وسطر من أجله ملجمات بطولية رائعة تمثلت بالحشد الشعبي والجماهيري (المليوني) في عاصمة دولة الجنوبعدن بذكرى 14 أكتوبر و30 نوفمبر 2012م وفي 13 يناير من هذا العام يوم ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي وفي مليونية( نحنى أصحاب القرار) يومي 27 و28 يناير 2013م لتوصيل رسائل واضحة وصريحة لنظام صنعاء والمجتمع الدولي والإقليمي بأن شعب الجنوب ممثلا بحراكه السلمي هو الممثل الشرعي في اختيار طريقه بما يكفل له العيش بحرية وأمن واستقرار على أرضه كبقية شعوب المعمورة.
أن شعب الجنوب يناضل سلميا من أجل استعادة كامل حقوقه المشروعة ولديه ا لأمل في استعادت مجده وتاريخه كشعب حي يحب الحياة الحرة والكريمة ولايقبل الذل والهوان ( الحياة أمل ومن فقد الأمل فقد الحياة) أفلاطون ..فشعب الجنوب لم ولن يفقد الأمل مهما كانت الصعوبات والعقبات التي تقف في طريقه وأنه قد عقد العزم على انتزاع حريته بنفسه، والمارد الجنوب أنطلق دون رجعه حتى يقطف غصن الزيتون ( ان الإنسان الحر كلما صعد جبلا وجد ورئة جبالا أخرى يصعدها) نلسن ماندلا وأنه لمن المؤسف جدا إن يظل المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي يتجاهل القضية الجنوبية ولم يعير أي اهتمام بحق (شعب كامل) مظلوم وتحت الاحتلال يناضل سلميا من أجل استعادت حريته ودولته المسلوبة!!..أن استمرار التعتيم الإعلامي يتنافى مع أبسط المفاهيم والقيم الإنسانية والأخلاقية ويتعارض مع مبادئ العدالة الاجتماعية والحيادية ويفتقد للمصداقية ويكرس العداء والكراهية بين شعوب المنطقة والعالم.
ولهذا ندعو المجتمع الدولي ولإقليمي إلى تحمل مسؤوليته التاريخية والإنسانية والأخلاقية تجاه شعب الجنوب الحضاري والمسالم. وأنه ليس من حق أي طرف أو جهة الإملاء على شعبنا وفق أجندات تتعارض مع أهداف ثورته السلمية في الاستقلال والحرية وإستعادة الدولة الجنوبية بالوسائل السلمية التي تكفلها الأعراف والمواثيق الدولية والقانون الدولي .. ومهما كان التعتيم الإعلامي الموجه وفق المصالح الدولية والإقليمية، والذي يحاول التقليل من دور وفاعلية الحراك الشعبي السلمي في جنوب اليمن فهذا لن يثني شعبنا على مواصلة نضاله السلمي حتى تحقيق كامل أهدافه.
وعلى قيادتنا السياسية والحزبية والجماهيرية أن تلتزم بمبادئ وأهداف ثورتنا التحررية ( أعتقد أنه قد آن الأوان لأن نجعل من الاضطراب شيئا منظم ) سلفادور دالي.. وعلينا أن ننتقل اليوم من دائرة التنظير والتشظي إلى العمل المشترك والمنظم وتوحيد كل الطاقات والمواقف الجنوبية ورسم خارطة طريق سياسية واضحة وصريحة لأبناء الجنوب من خلال إنشاء جبهة وطنية عريضة تلتزم بأهداف ومبادئ الثورة الجنوبية التحررية وتختار قيادة سياسية موحدة ( مؤقتة) وذلك بعد إجراء حوار وطني جنوبي تشترك فيه كل القوى السياسية والاجتماعية المؤمنة بعدالة القضية الجنوبية وبأهداف الحراك الشعبي الجنوبي.( ان الطريق مظلم وحالك فإذا لم نحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق) جيفارا.
وعلى كل القوى السياسية الجنوبية في الداخل والخارج أن تنفض الغبار وتكون في مستوى التحدي الذي يواجهه شعبنا الجنوبي العظيم هذا الشعب الذي أبهر العالم بشجاعته وإيمانه الراسخ بمبادئ وأهداف ثورته السلمية وبعدالة قضيته، باعتراف العدو قبل الصديق..وأنه لمن المؤسف جدا أن تظل بعض القيادات السياسية بنفس المواقف السابقة (المخذولة للقضية الجنوبية) وتستمر بأطروحاتها المغلفة ولم تغير موقفها بعد خروج التظاهرات المليونية في عموم الوطن الجنوبي وهي تهتف بشعار واحد (تصالحنا تسامحنا وتحرير الجنوب واجبنا) ومازالوا يغردون خارج السرب أنهم فعلا أعدا الشعب والوطن مهما كانت المبررات ومن الأفضل لهم أن يغادروا المسرح السياسي الجنوبي فورا ليتيحوا الفرصة للشباب والشعب يقرر مصيره بنفسه، رغم أننا بحاجة ماسة للقيادات السياسية المجربة والمخضرمة إذا ما استطاعت أن تخرج من ماضيها وتنظر بتفاؤل للمستقبل..(إن النظر إلى المستقبل والتعامل معه بواقعية أهم بكثير من الوقوف عند تفاصيل الماضي المرير) نلسن ماندلا!!