في زمن السباق، وتضارب فوران النفاق، في زمن تأتينا الدراهم والمجوهرات من الباب، وتخرج القيم والإخلاق من النافذة، في زمن تربع على الثورة قرون الثور، في زمن صرنا نبلل جراح الألم بكي ونيران الأخلاء. إنه زمن غلبت عليه الارتجالية والحزبية، والأنانية والقبلية والمناطقية القروية.. تسلط فيه السقطة الساقطين، على البسطاء المغلوبين. في الآونه الآخيرة، قامت مجموعة من أعضاء الانتقالي بمحافظة الضالع، بمحاولة متابعة وترصد الوطنيين من أبناء الجنوب، وذلك بمن ينتقد سلبياتهم وأخطائهم بعد أن عُريت أمام مرئى ومسع الكل. حيث قامت هذه المجموعة بطبخ منشور مزور ضد جلال الخلاقي والذي يحمل عنوان باسم : فضيحة من العيار الثقيل الخلاقي يختلس طلاب الشعيب كمية من القات ومبالغ مالية بالدولار. ونسبته زوراً وبهتاناً إلى المناضل/ أنيس راشد. لم يكن اسم أنيس راشد مدوّن على المنشور، حيث كان العمل من تحت الطاولة بالتواصل مع مدير التربية بالشعيب وبعض المسؤولين في مرافق التربية، مما اضطر لتوقيفي من مراقبة الامتحانات بسبب هذا التدليس الشبيه بالسم النقيع. رغم براءتي وثقتي بنفسي إني لم أكن أنا صاحب هذا العمل الجبان والفبرك في مطبخ الانتقالي، إلا إنني أطالب بانصافي ورد الاعتبار لي من هؤلاء الذي باتوا إلا أن يلوثوا أقلام الشرفاء ، ويلطخوا صفحات التاريخ بحبر قرون الطاعون المصبوغ بالشيطنة. يقول المتنبي: وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ فهي الشهادةُ لي بأني فاضلُ. وبعد المطالبة مني بالتحري والمتابعة بجدية من صاحب هذا العمل بكتابة المنشور، بادر الانتقالي وبسرعة جنونية بالادانة والنفي لهذا المنشور والاعتذار لجلال الخلاقي بمنشور مذيّل يدين ويستنكر إنه بريء براء الذئب من دم يوسف وووووو..إلخ. لا يسلم الشرف الرفيعُ من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم. هكذا أرادوا بعد أن انبطحوا، استخدموا الكبرياء والغرور والتعالي حتى يعملوا ثقبٌ أسود في قميصٍ أبيض. لك الله يا وطني من جيل استبدل الخير بالشر، والأسود بالأبيض، والظلمة بالنور، والكذب بالصدق. لكن، ما كل ما يتمنى الانتقالي يدركه تجري الرياح بما لم تشتهي أعضائه. ناسٌ إمناهم فنمّوا حديثنا فلما كتمنا السر عنهم تقولوا. وقالوا بمن لا ترى تهذي فقلت لهم الإذن تعشق قبل العيان أحيانا. لم نجد الوسيلة لمخاطبة الصم البكم العمي إلا أن نقول لهم: وكل الذي فوق الترابِ ترابُ.