يوم عظيم نزل فيه إلى السماء الدنيا رب العباد ليباهي الملائكة بأهل الموقف ويقول: ( انظروا إلى عبادي هؤلاء جاؤوني شعثا غبرا) كم كانت الأجواء روحانية في عرفه اليوم. ونحن نشاهد بياض لباس الإحرام يكسوا الأرض، وكأنه يعكس لنا بياض تلك القلوب الواقفة بين يدي الرحمن، حجيج يتضرعون ويبكون، حجيج يدعون ويرجون.. فنزل المطر عليهم وكأنه يغسل لهم خطاياهم وينظف أدران قلوبهم نداؤهم "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمدَ والنعمةَ لك والملك لا شريك لك". سودٌ بيضٌ، شعفٌ غبرٌ.. لا فرق بين أحدٍ منهم إلا بالتقوى.. فتوحدت قلوبهم وأجناسهم ومذاهبهم وانتمائاتهم، ليجمعهم صعيدا واحد.ا توحدوا في المؤتمر الإسلامي الأعظم في العالم ليكون ذلك بمثابة رسالة سنوية للعالم أجمع بأنه مهما رأيتمونا في ذلٍ وهوانٍ وانكسارٍ وخذلان، إلا أنه لا يزال ركن يجمعنا من الأركان الإسلام، وبه بإذن الله سترون الهوان يا من أردتم المهانة للإسلام. اثنان ونصف المليون حاج في بقعة جغرافية صغيرة جعلت من "عرفه" أكبر تجمع سكاني في العالم وكلهم على دين الإسلام. منظر عرفة اليوم هيّج فيني ما هيّج، واسال دمع عيني راجاً من الله تعالى أن لا يحرمني ولا يحرم أحداً منك ذلك الموقف العظيم. "يا ليتني في أرضِ مكّة أبتغي؛ فضل الإله مع الحجيجِ أُنادي لبّيك يا الله جئت ملبيًا جردت من كلّ الحياة فؤادي.." لبيك ربي ، ولو لم أكن بين الحجيج ملبي. الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. "الله أكبر" حين لا يأتي الأمل "الله أكبر" دائما منذ الأزل يا أيها الحجاج أغبط قلبكم يا ليتني حجرٌ على ذاك الجبل! ( جبل عرفة)