نعتقد بأن الإعلام بدرجة أولى يستهدف الفئة المحايدة، فكل الموجات الإعلامية التي تمثل بعض الدول تريد لها اتباع جدد وتبحث عن أصوات جديدة بجانبها ، وفي الجنوب لو أخذنا الشرعية ،و الانتقالي كمثال على ما نراه ونسمعه ، سنرى ان الشرعية ليست محتاجة أصلاً للشرعيين داخلها كي يدعموها شعبياً ، او يساندوها فيما ستقوله لهم ، وكذالك الأنتقالي، فكل واحد لدية ما يملك من الأنصار يدعمونه بالصوت والصورة. ولو نظرنا الى أعلام الطرفين سنجد ان في كثير من المرات نشر الطرفان كثير من الزيف واللغط الإعلامي، ولعل ما قاله مؤخراً عضو هيئة الرئاسة في الانتقالي سالم ثابت العولقي عن استسلام واسرهم لوزير الداخلية الميسري، والعباره الشهيرة ( لا تصدقون سالم ثابت ولا ثابت سالم ) الذي اطلقها وزير النقل للشرعية الجبواني كرد، دليل لتورطهما في كذب فاضح ومتعمد، ومن يتابع مجريات الاحداث وما يحصل في الواقع سيفهم ان الشرعية ليست لديها شرعية في الجنوب، ولكن هناك من يتعاطف معها لسبب وجود القادة والمسئولين الجنوبيين فيها ،وذالك لعلى وعسى ان تكون لهم كفة ترجح اي تسوية تحصل من اجل الجنوب لاجل الجنوب. اما الانتقالي على الرغم من عمره القصير، إلا ان بداية تأسيسه كانت( ضخمة ) ، وأستطاع من خلالها كسب ما يزيد عن النصف بكثير من الشارع الجنوبي ، لكنه لاسباب كثيرة تراجعت شعبيته ومنها الإعلام والواقع المغاير له، ولكنه ايضاً عاد واكتسب مافقده وازدادت شعبيته لقوته وتمكينه على الأرض ، بخلاف الشرعية التي خسرت كل الموجهات الممكنة ومنها الخدمات، والغير الممكنة وهي المواجهات العسكرية التي خسرتها بسهولة امام الانتقالي. حصل ما حصل في مناورات إعلامية كثيرة بينهما، ومعرفة النهاية من أصل هذه الحكاية لن يكون (بالسهاله) ، لكننا كشعب في الجنوب وجدنا أنفسنا بين حقيقة ليست من محض الافتراء ، او ذاك الزيف المقلد، فقد استوى المحايد والتابع ،والمناصر، والمعارض للطرفان( واقصد هنا الجنوبيين صرف) واقفين بلغة لن يفسرها اي احد منا على انشراح، امام مشهد سياسي صعب ، وواقع يتمنى الجميع زواله ، فمن ذا الذي يريد منا ان نصدقه في الأعلام كي نصبح اكذوبه في الواقع ؟!