حقا انه من المؤسف ماتعرضت له الوحدة اليمنية المعلن عن قيامها بين الجمهورية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والذي تعرضت لانتكاسة بسبب اختلاف النهج الفكري والسياسي بين النظامين ونتيجتا لهذا الخلاف وعدم توصل منظومة القوى المسيطرة على زمام ومقاليد الحكم إلى قناعات تحكمها المسؤولية الوطنية وتغليبها على المصلحة الشخصية ، عملوا منذ اليوم لقيامها أن وضعوا العراقيل بغية إفشالها ضاربين بالحلم الكبير للشعبين في وحدة وطنيةأساسا لنظام الدولة المدنية الحديثة ، واشتدت الخلافات بين الطرفين الموقعين على اتفاقيات قيام الدولة الموحدة حتى وصلت الأمور إلى المواجهة العسكرية الذي خرج منها الطرف الشمالي منتصرا وتحت نشوة الانتصار نسي أو تناسى النظام واجباته تجاه الوحدة الوطنية ولم يقوم بمعالجة الآثار المترتبة عنها ضاربا بحلم الشعبين في دولة مدنية موحدة والتخلي عن النظام القائم على أساس قبلي لا يقبل بأي تنازلات ولو كانت للمصلحة الوطنية ومصلحة الشعبين فما حدث من ممارسات ظالمة ضد الشعب الجنوبي من سلب لحقوقهم وتسريحهم من أعمالهم ونهب مؤسسات دولة الجنوب وما إلى ذلك من ممارسات يعلمها الجميع بغية طمس أي أسس لدولة ذات طابع مدني كان حصادا لأنجرارهم وراء تعصبهم القبلي .
وقد استبشرنا خيرا في قيام الثورة في المناطق الشمالية تأثرا بالحراك الجنوبي الذي كان قد انطلق في الجنوب مطالبة بالتغيير لنظام الحكم الجاثم منذ ثلاثة وثلاثين عام في الشمال إلا أنه فكأنك يا أبو زيد ما غزيت فقد تم الالتفاف على الثوار وثورتهم من قبل منظومة قوى الحكم القبلية وحولها إلى تصفية حسابات مع شخص الرئيس الذي استطاعوا خلعه بفضل صمود وتضحيات الشعب وواصلوا سيطرتهم على مقاليد الحكم بنفس العقلية المتسلطة وحرموا الشعب من تحقيق الأهداف المرجوة من قيام الثورة في الشمال واستمروا في ممارسة مظالمهم في الجنوب مستخدمين القوة العسكرية في كسر أرادت شعب الجنوب وتركيعه . كما كان لاتخاذهم كافة أشكال الكذب والخداع والتظليل بغية طمس الحقائق من خلال توظيف آلتهم الإعلامية التي يمتلكونها وشراء ذمم بعض من الكتاب والصحفيين والإعلاميين المتمرسين في قلب الحقائق وخلط الحق بالباطل ولا غرابة في من مثل هؤلاء وكتاباتهم العدائية للجنوب وأبنائه إذا ما عرفنا بأن هم من مارسوا أعمالهم الإعلامية اللا أخلاقية في التظليل وقلب الحقائق ضد مناطقهم الذي ينتمون لها وهم يعلمون كل العلم أن هذه المناطق وأبنائها التي تعيش أشد الظلم منذ أمد بعيد حتى ألفوه وقد كان الأجدر بهم أن يتحلوا بالنزاهة ويقدموا الحقائق بصدق وأمانة في كتاباتهم حتى يكون لهم الشرف في الإسهام لنجاح الثورة وتحقيق الأهداف التي قامت من اجلها وأن يأنفوا ويترفعوا عن فتات الموائد التي تقدم لهم نظير أعمالهم المخجلة التي تصغرهم بين قومهم وتجعلهم أذله بين الناس