عقدين وبضع سنين مرت من عمر الوحدة بين الجنوب والشمال والملاحظ لهذه الفترة الزمنية التي لم تكن بالقصيرة لو وجدت اناس متفهمين لحال الشعبين في الجنوب والشمال لكن للأسف من تولى زمام الحكم اناس غجر وعديمي التفكير في الصالح العام نظرتهم للحياة قصيرة ودونية بل محدودة ولا يفكرون إلا في مصالحهم ومن هم حولهم حتى لو خربت البلاد وطال الفقر العباد وهذا ما اصبحنا وأمسينا عليه اليوم. نحن كجنوبيين كنا في غاية الفرح والسرور بالترتيبات التي سبقت الوحدة وكنا نتعشم خير في هذه الوحدة بل قل باختصار شديد كنا ننشد التغيير مللنا الحكم الشمولي ذو الحزب الواحد لكن كل الأماني ذهبت ادراج الرياح ولم نجني من الوحدة الا ما نحن عليه اليوم وهو المطالبة الحثيثة لفك الارتباط حتى لو كلفنا ما كلف من ثمن بما فيها الأرواح.
اكرر نحن الجنوبيين دخلنا الوحدة بقلوب بيضاء ليس فيها من الحقد شي والشواهد كثيرة وحصل ماحصل من مؤامرات على الوحدة واتفاقاتها الموقعة بين الطرفين وبدأت الاغتيالات تطال الكوادر الجنوبية الذاهبة إلى صنعاء لقيام دولة مدنية حديثة بتعددية سياسية وكل هذا الأشياء تعكس نفسها علينا نحن الجنوبيين بل تطال اعز الناس لدينا من مثل المهندس الحريبي وسعيد سلوم وكامل الحامد والقائمة الطويلة من أبناء الجنوب الطيبين الذين ذهبوا ضحية عصابة صنعاء المتخلفة في كل شيء.
عندها بدأت حالة تذمر تعم الجنوب وتطالب بقيام العدل والمساواة كل هذه الأشياء الفادحة والخالية من الاسلام لم تحرك اخواننا المواطنين في الشمال بل ظلوا صامتين وهذا هو ديدنهم منذ القدم ولا واحد خرج يندد بما يحصل الكل اخذ الصمت عنوان .
المهم التفاصيل كثيرة ولا داعي لتقليب المواجع ونبش الماضي المرير الجنوبيين لم ينفذ الصبر لديهم لكن الكارثة والطامة الكبرى هي تلك الحرب اللعينة والوحشية التي شنت على الجنوب الأرض والإنسان وهي بمثابة المسمار الاخير في نعش الوحدة عند الجنوبيين فلم تبقى للوحدة اثر في نفس كل جنوبي الجميع عرف انها ما هي الا احتلال بكل ما تعني الكلمة من معنى وإلا بماذا نسميها وهي ما ان وضعت اوزارها حتى تم ابتلاع كل شيء يمت للجنوب بصلة حتى المعالم غيروها والأسماء حولوها لو كان كما يقولون هي تعميد للوحدة لتركوا كل شيء على وضعه السابق وكما يقول المثل (عمر الجويع مايشبع) .
واليوم والشعب الجنوبي قرر مصيره ورسم معالم طريقه فلا داعي للعراقيل و المطبات الهشة فعلى الجميع تحديداً النخبة في الشمال الاستسلام للأمر الواقع وإعطاءنا حقنا وهو فك الارتباط دون غيره من الأشياء هم لو كانوا محبين للوحدة لما تركوها تذهب من بين ايديهم وهم يرون العبث والنهب المنظم ولم يجرؤوا ولو بكلمة في وجه العصابة واليوم يظهر البعض منهم على انه محب للوحدة ويقول ان الحلول ستأتي ولا داعي لهذا المطلب من 94م إلى اللحظة وكل مايحصل في الجنوب من عصابة صنعاء هو ممنهج ومدروس بل مخطط له مسبقاً وكل ما اعتمل وارتكب من خراب ونهب يشابه إلى حد كبير ما يمارسه اللصوص والسرق لم يتركوا شيء الا واتوا عليه حتى الممتلكات الخاصة لم تسلم من سرقتهم وكل من اكتشف أمره وافتضح بين الناس يتم تهريبه إلى صنعاء لكي يأخذ دروس جديدة في فنون السرقة والنهب (( قاق لكم أيها السرق والنهابون )).
إلى هنا عليكم رفع الراية البيضاء فانتم في الأصل مكشوفين وعليكم ان تجعلوا الجنوبيين هم اصحاب الاختيار وعليكم القبول بما يختاره الجنوبيين مع ان اختيارهم واضح وضوح الشمس وهو كما قلنا سابقاً فك الارتباط الذي لم يتبقى منه شيء في القلوب فما على الجنوبيين إلا التهيؤ لقيام دولتهم المنشودة دولة العدل والقانون ومثل ما قلنا حتمية الافتراق آتية لا محالة والأيام بيننا وكفى .