( إذا رأيتم الحوثي في عدن فاعلموا أن الضالع قد سقطت بأيديهم ) كلمات قالها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وقائد المقاومة الجنوبية عيدروس الزُبيدي وهو يعلم إن الضالع هي بوابة عدن والجنوب وحامي حماها عسكرياً وسياسياً ومعنوياً. ليس من طبعي امتداح أحد ولكن الصمود الأسطوري للضالع خلال ثمانية أشهر ويزيد في مواجهة الحوثي وتحالفاته السرية والعلنية يجبرني ويجبر كل وطني منصف أن يعمل ( تعظيم سلام ) لهؤلاء الابطال في المقاومة الجنوبية والحزام الأمني والتي توجت مؤخرا بالانتصارات الساحقة التي تحققت خلال شهر أكتوبر الحالي والتي تؤكد حقيقة واضحة أن الضالع والجنوب عصي على الغزاة لايستسلم ولا يخون كما هو الحال في جبهات الشمال التي تتساقط بيسر وسهولة في مسرحية هزلية لتبادل الأدوار بين الحوثيين والإخوان والشرعية. ولعل هذا أبلغ درس قدمه الجنوب لدول التحالف والإقليم والعالم اجمع انه شعب ودولة وجيش يسهم في حفظ أمن المنطقة والإقليم. وهاهم أبناء الضالع والأزارق والصبيحة ويافع ومعهم كل أبناء الجنوب يذودون عن حياض الوطن ويقدمون الشهداء بالمئات في مواجهاتهم المستمرة منذ اندلاع الحرب ,, بينما يظهر للعلن أن هناك من تحالف معهم وتنازل عن العقيدة والوطن والقضية مقابل حفنة مال لايسمن ولايغني من جوع. لماذا لا يراهنون على شراء الولاء لاسقاط الضالع وقد وعد قائد الحوثيين انه سيقضي إجازة عيد الفطر في عدن ..فاذا به يدخل مستنقع للهزائم المتتالية التي يعيشها يوميا في جبهات الضالع منذ ذلك الحين الى ماشاء الله .؟ لماذا لا نجد من ابناء الضالع رجل بلا حياء أو ذرة من وطنية يبيع أهله وناسه ووطنة علنا مثل أحمد مساعد حسين ؟ أوقائداً متخاذلا مثل أبومشعل الكازمي أو مهران قباطي؟ اوشيخا يبيع ولائه لمن يدفع اكثر مثل صالح بن فريد ؟ أو متامرا مثل احمد الميسري او الجبواني او اعلاميا مثل انيس منصور او...او....؟؟ لماذا لا نخاف ان تاتينا الخيانات والتخاذل من الضالع ؟؟ لأن الوفاء للوطن والصمود في سبيل انتصاره وعزته وقضيته الكبرى من شيم الضالع وابناءه الراسخون مثل رسوخ جباله الشماء عبر التاريخ القديم والحديث. كان عودة الحوثيين للهجوم على الضالع مرة اخرى بعد هزيمتهم النكراء فيها عام 2015م يأتي تنفيذا لسيناريو جديد من إعداد مشترك بين (الحوثي والاخوان والشرعية ) وبتمويل اوسع واشمل من حلف ( تركياإيرانقطر) كان السيناريو يقضي بإشعال الحرب في حدود مثلث الدوم واشغال المقاومة والحزام الأمني في الضالع والأزارق وكرش ويافع ايضا وتفجير الوضع في عدن بعد شراء بعض الولاءات في شبوة وأبين وبالتالي استخدام القوة - الجاهزة منذ خمس سنين في مأرب لضرب الجنوب - وإسقاط عدن والجنوب كاملا في الفوضى والقضاء على الثورة الجنوبية قضاءا مبرما ولعلهم سيرتكبون أيضا في الضالع وردفان ويافع مذابح أفظع من مذابح صبراً وشاتيلا لامحالة ناهيك عن نسف المساكن ودور العبادة والمرافق الحيوية كما يفعل الحوثيين مع كل منطقة يدخلونها فقد كان التحريض الواضح ضد ( مثل الدوم ) لايعني سوى بث روح العداء والكراهية ضدهم استعدادا لهذا المخطط الإجرامي القبيح الذي فشل بفضل الله تعالى ثم بفضل القادة الأوفياء الأبطال والشعب الجنوبي المكافح . هناك دول أخرى كانت - وماتزال - ضالعة بهذه المؤامرة مشاركة في تنفيذها اعلاميا وعسكريا وماليا تسخر لهم الأموال الطائلة لدرجة ان وزيرا في حكومة الشرعية يدعو أحد القادة الأبطال ليبيع نفسه لسرب الخونة والعملاء مقابل مبلغا كبيرا ومغريا من المال يثبت بذخ الاموال التي وضعت تحت تصرف هؤلاء لتنفيذ مخططهم . وقد اثبت هذا القائد لكل الناس ان المال لا يشتري كل الرجال الاوفياء وان الساقطين في الوحل هم أولئك البعيدين عن الوفاء لوطنهم وقضيتهم التي لن تسقط بسقوطهم ابدا. فلتظل أعيننا يقظة وأيدينا على الزناد على الدوام ولندعم الأبطال في ميادين القتال وساحات العمل ولنجعل ذلك الشعار العظيم الذي رفعه ذات يوم القائد الفذ علي احمد ناصر عنتر ( يد تبني ويد تحمل السلاح ) هو شعار المرحلة وكل مراحل ثورتنا الظافرة ان شاء الله تعالى .