ينتشر الفساد ويتفشى ويتوسع باستمرار بالتوازي مع ارتفاع اصوات مكافحته واشعال حروب اعلامية وتصريحات ناريه ضد الفساد يتنبيء بحرب طاحنه لاهواده فيها ضد الفساد . الجميع يتنصل عن الفساد حتى الفاسدين انفسهم يلعنون الفساد ليلاً ونهارأ ليستمر الفساد كأسطوانه مشروخة تتكرر كل يوم وكل شهر وكل عام باستمرار وفي نهاية كل عام يتضح لنا جميعاً ان الفساد يتغول ويتفشى ويتمكن في جميع مفاصل الدولة وفي جميع منابع الثروة والمال حتى وصل الى خنق الشعب في احتياجاته الاساسية لان الفساد يحاول ابتلاع كل شيء في وطني كل شيء كل شيء ... الارادة الوطنية والرسمية لمكافحة الفساد لاتكفي يجب ان يواكبها عمل جاد في الميدان ونضرب هنا مثال لذلك كمايقال عشرة عصافير في الشجرة قرر احدهم ان يطير فكم بقي في الشجره من العصافير .... يجيب الكثير على هذا التساؤول بانه تبقى عشرة وهذا خطأ لان العصفور مازال على الشجرة من بقية العشرة لانه فقط قرر ان يطير ولم يطير فعلاً وهكذا هي مكافحة الفساد قرر الجميع مكافحته ولكن الجميع مازال في الشجرة مع العصافير العشرة لم يتحرك فعلاً في الميدان الشعب يتسائل ايضاً : هل السلطة الحاكمة فاسدة ام مكافحة للفساد ؟؟ هل هي مظلة للفساد ام جهاز مدمر يحطم الفساد ؟؟؟ للاجابة على ذلك بسيط جداً الواقع هو من يجيب على هذه التساؤلات . اذا كان الفساد ينهار ويتناقص وينخفض مستواه وتتحسن اوضاع الشعب فالسلطة مكافحة للفساد واذا كان العكس فهي فاسده .. اذا كانت السجون ممتلأه بالفاسدين والمحاكم والنيابات مشغولة جداً بمحاكمات مستمرة ضد كبار الفاسدين وهواميره وخزانة الدولة تستقبل الاموال الذي نهبها الفساد ليتم اعادة تدويرها لتغطية احتياجات الشعب فالسلطة ليست مظلة للفساد واذا كان العكس فهي فاسده ... البعض يبرر ويطرح ان مكافحة الفساد في هذا الوضع الخطير الذي يمر به وطننا الحبيب ليس مناسب لانه سيشغل الجميع عن معارك اهم واعظم .... وللاجابة على ذلك التبرير ودحضه نسأل المبررين والمطبلين للفساد : هل هناك اخطر من جبهة مكافحة الفساد ؟؟؟ هل هناك اخطر من الفساد على كيان الدولة واستمرارية الوطن ؟؟ اذا كان العدو يواجهك في جبهات الحروب وجهاً لوجه فالفساد يتسلل الى كيانك ليدمرك ويحطمك من الداخل وهل هناك اخطر من عدو يتغول في اعماق جسدك وكيان دولتك وينهش قوتك وامكانياتك ويكبل يديك وقدميك ويكتم انفاسك لتسقط صريعاً مهينا. البعض يبرر انه ربما السلطات القائمة لاتعلم شيئاً عن مكافحة الفساد ربما الفساد اعماهم واغواهم ؟؟؟ وللاجابة على ذلك التبرير ودحضة بان الفساد واضح وضوح الشمس في عنان السماء يستطيع اصغر طفل في احد ازقة القرى النائية في وطني ان يشخص اسبابه ويقترح معالجات له ولكن من ينفذها ومن يكافح بصدق الفساد . الفساد ليس لعبه الفساد وباء خطير يتلاعب بالجميع ليصرعهم في نهاية المطاف وينتصر اذا لم يتم مكافحته مبكراً . كتبنا كثيراً وصرخنا بصوت عالي ولكن لاحياه لمن تصيح فسكرة الفساد اعمت البصر والبصيره والمطبلين للفساد وتبريره يرتفع ليتلاشى صراخ مكافحي الفساد والسلطة نائمة لعن الله من لم يوقظها . وللمشاركة في ايقاظ السلطة من نومها العميق جداً ولتحفيزها لمكافحة الفساد نضع امامها خطوات بسيطة وهامة اذا ماقامت بها لن يتوقف الفساد فقط بل سيتراجع وينزوي وهذه الخطوات نوجزها في التالي : الخطوة الأولى : الزام جميع قيادات الدولة المشمولين بقانون الذمة المالية باعلان ونشر ممتلكاتهم في وسائل الاعلام المختلفة وتكليف الاجهزة الامنية للتحقق من صحة ذلك وتشكيل جهاز مكافحة الاثراء غير المشروع تكون مهامه تتبع ممتلكات قيادات الدولة المشولين بقانون الذمة المالية والتحقيق في اي وقائع او شبهات فساد او اثراء غير مشروع وباجراءات حازمة سريعة ومستمرة دون توقف وبلاتمييز ولااستثناء ومحاكمة المتورطين واسترداد مانهبوه وتقييد صلاحيات وسلطات قيادات الدولة في التصرف بالمال العام واخضاعها للرقابة والشفافية المستمرة لان الفساد يتفشى في مفاصل اجهزة الدولة التي تمتلك صلاحيات مطلقة ويمنع الرقابة عليها فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة ومنع الرقابة عليها تحفيز لافسادها بلارقيب ولاحسيب . الخطوة الثانية : الغاء الحصانات في قضايا الفساد واصدار حكم من الدائرة الدستورية بذلك كون تلك الحصانات تخالف روح الدستور ويتم ايضاً اصدار قرار جمهوري بالغاء حصانات الفسادين وتحريك جميع ملفات قضايا الفساد السابقة والحالية والقادمة بسرعة ودون اي توقف او تراخي او تباطوء ضد الجميع بلاتمييز ولا استثناء وفكفكه القيود الذي تكبل الاجهزة الرقابية الرسمية والنيابة العامة والقضاء ليتحول الفساد الى فريسه ضعيفة امامها ويرفع عنها غطاء الحماية واصدار احكام مستعجله ضد الفساد وتنفيذها بشكل مستعجل لان ثمرة مكافحة الفساد استعادة الاموال المنهوبه . الخطوة الثالثة : تعزيز الشفافية الكاملة في جميع الايرادات والمصروفات العامه والقرارات في جميع مؤسسات الدولة ليسهل كشف الفساد الذي يتخفى خلف جدران السريه والكتمان وتجريم اي اخفاء لها واحالة ملفها للنيابة العامة للتحقيق والمحاكمة وعقاب مرتكبي جريمة الاخفاء وتمكين جميع الاجهزة الرقابية والقضائية والشعب للوصول الى جميع المعلومات المتعلقة بالمال العام واعلان ونشر اي شبهات فساد في اي مرفق ليعرف الشعب من هو غريمه ومن ينهب امكانياته ويتعرى الفساد وتسقط ورقة التوت الذي تستر عورة الفساد لان الشفافية تقتلع قناع الفساد الذي يتخفى عن الشعب ويبرر فساده بل قد يتحول الفساد الى مصلحة وطنية عامه لايجوز المساس بها او انتقادها وهذا كله سيتلاشى اذا ماتم تعزيز الشفافية الكاملة بلاتمييز ولا استثناء . الخطوة الرابعة : تقييم مهني وشفاف لمنظومة مكافحة الفساد ( الاجهزة الرقابية والامنية – النيابة العامة – المحاكم ) لتحديد الاختلالات والمعيقات ومعالجتها بسرعة دون تراخي وبلاانتظار فقطار الفساد لايتوقف ومستمر في تحطيم كل ماهو جميل في وطني يجب ان يتم تفعيل هذه المنظومة الهامه وتجاوز الشكليات والاستعراض والشروع في عمل جاد في ميدان مكافحة الفساد وليس فقط في منابر ووسائل الاعلام يجب ان تتوقف التصريحات وان تبدأ الاجراءات العملية لمكافحة الفساد . الخطوة الخامسة : اعداد خطة وطنية مستعجلة لمكافحة الفساد في جميع المجالات و يتم جمع الدراسات والبحوث في مكافحة الفساد وتشخيص مكامن الفساد والشروع في اعداد خطط عملية ابداعية لمكافحة الفساد المتفشي باستمرار ويتم تزمين هذه الخطة وتقييم التقدم فيها واشراك جميع الشعب فيها ليضع الجميع رؤيته ويتم بلورة الافكار الى مشاريع وخطط عاجلة لاستئصال الفساد من جذورة وعدم التقوقع فقط في مظاهره وجذوره . وفي الأخير : نحذر سلطات الدولة بانها ستكون في مواجهة مع الشعب اذا مااستمرت في تأجيل مكافحة الفساد . سيثور الشعب ضد الفساد وستكون السلطة في مقدمة المسؤولين عن ذلك الفساد لان الفساد لايمكن ان يتفشى في ظل سلطات نزيهه ومكافحة للفساد لان الزيت لايجتمع مع الماء وكذلك الفساد لايجتمع مع السلطة النزيهه الفاعله . الارادة الوطنية لمكافحة الفساد لاتكفي يستوجب ان يتبع الارادة عمل جاد في الميدان مازالت هناك فرصة كبيرة لمراجعة اداء الاجهزة الرقابية لتفعيل دورها في مكافحة شاملة للفساد والغاء حصانات الفاسدين وفتح جميع ملفات الفساد السابقة والحاليه واللاحقه واستعادة اموال الشعب المنهوبه و تعزيز الشفافية الشاملة في الايرادات والمصرفات العامه وتشكيل جهاز مكافحة الاثراء غير المشروع . المطلوب خطوات قوية وجريئة لمكافحة الفساد وعدم التقوقع في ملفات بسيطة لو تم مكافحة الفساد بصدق وباجراءات عملية لتحسن اوضاع الشعب الذي يتدهور باستمرار بسبب تغول وتفشي الفساد . من يبرر استمرارية الفساد وترحيل معركة مكافحته بوضع الوطن الخطير و الطاريء خاطيء جداً لان هذا الوضع يستوجب معه تسريع وتفعيل مكافحة الفساد كون الفساد يدمر الدولة ومؤسساتها وينهش الوطن . اذا كان الفساد جريمة في الوضع العادي فالفساد في هذا الوضع الطاريء خيانة عظمى . اخشى ان تفوت هذه الفرصة السانحه لمكافحة الفساد قبل نزول الشعب الى الشارع ضد الفساد لان الشعب اذا نزل السلطة لن يكون لها مبرر لاستمرارها لان الشعب سينزل ضد الفساد لان السلطة عجزت وفشلت في مكافحته والشعب سيجرف الجميع . خطوات عملية في الميدان لمكافحة حقيقية وشاملة للفساد سيعزز من موقف السلطة واجهزتها وسيتكاتف الشعب معها في مواجهة الفساد لانه عدو الجميع فلاصديق لهم الا الفاسدين فقط . يكفي تصريحات اعلامية ناريه بمكافحة الفساد والواقع ان الفساد يتفشى باستمرار وكأن تصريحات مكافحته ليست سوى اعلان فشل في ميدان الواقع هل بالامكان على الاقل ان يواكب تلك التصريحات إجراءات عملية ميدانية واعلان حرب شاملة ضد الفساد بلاتمييز ولا استثناء بخطوات جادة في الميدان ومنها الخطوات الخمس المذكورة .