نظمت عصر اليوم الفعاليات الأدبية والثقافية بمركز مريب في المسيمير محافظة لحج فعالية ثقافية تحت عنوان (إحياء تراث الفنان علي كومي العمري واجب اخلاقي) وذلك تقديراً لما يبذله هذا الفنان من جهود متفانية في سبيل الإرتقاء بذوق ترانيم الدان اللحجي من عدة زوايا. وبدأت الفعالية بشرح مقتضب عن علاقة الأديب والشاعر علي العمري بالموسيقى وترانيم اوتار العود. واكد المشاركون في الفعالية بإن هذه القامة الشعرية والطربية التي لم يشهد لها تاريخ الحواشب مثيل تتميز بأيقاعها المنتظم في الألحان المعزوفة والترانيم المسموعة وكذلك هي في الأدب بيد انها تمثل صوتاً جهورياً عذباً صادح بالآهات والمعبر عن ما يجوش بين حنايا العاشقين. وعرجت الفعالية الى الإرتباط الوثيق الذي يجمع بين الموسيقى والشعر في الأداء الفني لقائد الطرب والدان في بلاد الحواشب الفنان علي العمري، مشيرة الى ان هذا الفنان يتمتع بهده الخواص النادرة اكثر من غيره من فنانوا وشعرا هذا الزمن. كما تطرقت الفعالية لما يحققه الفنان العمري في هذا المجال الأدبي من فنيات جمالية اضفت على مستوى القافية والخيال والتركيب ما يتناسب مع الصوت الجميل المترنم والشجي، مؤكدة بإن حاز على مراتب عالية بالتميز والإبداع في اغلب النصوص المغناة التي زاوجت بين الموسيقى وتفاعل الكلمة والنغمة التي تمخضت على ضوئها الأغنية وخرجت لتطرب اذهان السامعين وتلامس عواطفهم الجياشة. من جانبه تحدث ايمن حمود عن علاقة شعر العمري بموسيقاه مؤكداً وجود علاقة وطيدة وحميمية بينهما، فشعر العمري وموسيقاه يشكلان الأغنية الحوشبية ويسطران ملاحمها في ميادين الطرب، وفي هذا السياق يقول ابن حمود يمكن للناقد الموسيقي التمييز بين ما هو موفق جميل في التعامل مع النص الشعري لهذه القامة العمرية وبين ما هو رديء وسطحي. واستعرض ابن حمود في ختام مداخلته بعض النصوص الشعرية من موسيقى وإبداع الفنان علي العمري والتي نالت استحسان وقبول وارتياح الحاضرين في هذه الجلسة الفنية والطربية. وفي مداخله له على هامش هذه الفعالية قال صبري زنبيل ان قائد الطرب الأصيل وربان العود المتميز الفنان علي العمري هو امتداد لسلسلة طويلة من الموهوبين في شتى المجالات الذين تزخر بهم هذه الأرض الولأدة للمبدعين. واضاف : يحق لنا اليوم ان نتفاخر ونفتخر بهذه القامة الباسقة والقائد الفذ في مجال الغناء والطرب الذي يسلينا وقت المضاضة، وهذه الهامة الفنية تمثل اضافة ورافد كبير للساحة الأدبية والثقافية الجنوبية، لكون صاحبها يعتبر من عمالقة الأغنية اللحجية وأحد رموزها وفرسانها الكبار ونحن نفتخر ونعتز به لإنه انبثق وخرج الينا من بين ثنايا الضياع المتناثرة ومن بين اشلاء مزقها العهر والنظرة الضيقة لهذا الجانب فعين الله ترعاك ايها العمري الباسق. اما احمد الصايلي فقد تداخل في إطار هذه الفعالية قائلاً : لا نستطيع الحديث عن الفنان الكبير علي كومي العمري بإيجاز وعلى عجالة فتاريخ هذا الفنان العمري المعروف طويل وتاريخ الأغنية الحوشبية واللحجية خير شاهد على صولاته وجولاته في تسطير ورسم لوحة جمال مراحل تطورها المختلفة حتى تبؤى هذا القائد (قائد الفن والطرب) الريادة والسيادة واصبح اليوم قائداً لهذا المجال دون منازع بل يشار الى نجوميته وسطوته بالبنان. وتابع حديثه قائلاً : هذا الفنان يمتلك موهبة ساحرة تترافق مع حنجرة ذهبية الى جانب قوة التعبير الشعري والمرادفات ذات الصيغ والمعاني المتعددة وهو ما عجزت عنه بقية وسائل التعبير الأخرى للفنانون الأخرون. واضاف : عند القراءة التحليليه لإبداع هذا العمري سنجد ان يستخدم اوتار العود في إيصال نص وحكاية الى اذهان ومسامع المتذوقين لبطولاته الفنية المعروفة، فترانيم العود لها دور في إيصال مالم تستطع باقي الفنون والآداب إيصاله وهو ما تميز به هذا الفتى العمري عن غيره، ضف الى ذلك السمفونية التي اعتمدها هذا الفنان في كل صولجانه الإبداعي ليصبح لها معنى تأليف موسيقي ذو نفحات متميزة وفريدة الأطوار. وهيب احمد الحوشبي قال في مداخلة له على هامش الفعالية لقد لعب العمري دوراً كبيراً في إكمال القالب الفني واضفاء طابع فريد على لون السمفونية الطربية، وهذا العمري الذق يعد قائد زمانه ومحور حديث الألسن المهتمه بالحانب الأدبي والثقافي بعتبر ظاهرة جديرة بإن يتم دراستها من كل الجوانب وإستلهام دور البطولة منها في جانب العزف على انغام الوتر وإلقاء الخاطرة الشعرية او البوح بصدى الصوت الرخيم، وجلستنا هذه هي مبادرة ذاتية اولى وبداية لسلسلة جلسات وندوات وحلقات ستعقد ان شاء الله لدراسة وتتبع هذه الظاهرة التي بدأت بالبروز على السطح الفني وسوف نظهر القدر الأكبر من التراث والإرث الذي خلفه هذا الفنان وسنعمل كل ما بوسعنا من اجل ذلك ومن اجل يعرف الناس جميعاً من هو هذا المبدع الذي انفرد بهذا المجال واستحوذ على هذه الساحة. واختتم : نتمنى من وزارة الثقافة أن تكرم هذه الشخصية الفنية الكبيرة (القائد الموسيقار علي كومي العمري) لما قدمه ويقدمه صولات وجولات وصولجان إبداعي ملفت للنظر هذه الأيام نال اعجاب الجميع. وشهدت الفعالية الثقافية التي جرى الإستماع في فقراتها للعديد من المقطوعات الفنية والمعزوفات الفريدة للفنان العمري حضوراً واسعاً من مختلف الأطياف والأطر الثقافية والفنية وحشد من الشخصيات المهتمه بالأدب والأغنية اللحجية. *من محمد مرشد عقابي