اليوم كنت في المحكمة الإدارية بعدن لاستكمال متابعة خاصة وبينما كنت هناك كانت الجلسات تعقد الواحدة تلوا الأخرى عند فضيلة القاضي خليل عبد اللطيف رئيس المحكمة الإدارية ومن بين الحضور شيخ كبير طاعن في السن يحمل أوراق وملفات فلما حان دورة دخل على القاضي ويعرض عليه أوراقه ومظلمته بأنه كان موظف في الكهرباء طبعا ليس لديه دعوى ولايفهم ماهي إجراءات التقاضي المهم الرجل يشتكي من عدم اهتمام مؤسسة الكهرباء التي تقاعد منها منذ زمن بعلاجه ويتكلم مع القاضي من قلبه بقوة ويشرح عدم اهتمامهم به ويطالب بمخاسير علاجه وبينما هو كذلك سأله القاضي خليل وماذا تريد يا والد قال أشتي مخاسير العلاج فرد القاضي وماهي يا والد قال الشيخ المسن مبلغ كذا وكذا طبعا فجاة وجدت القاضي يقول للوالد ولايهمك يا ابي ويأخذ المطرقة بقوة ويدق عدة دقات ويقول حكمت المحكمة على المؤسسة العامة للكهرباء بدفع مخاسير الوالد الخاصة بعلاجه وبعدها قام يصبح باعلى صوت صيحوا لمندوب الكهرباء او ممثل الكهرباء طبعا هو مافيش ممثل كهرباء ولا اي إجراءات تقاضي واللي صيح باسمه انه مندوب الكهرباء هو احد موظفي مكتبة وقال للوالد انتظر يا والد برع في السكرتارية وعد من جيبه الخاص مبلغ العلاج اللي سمعه الشيخ الكبير بالحكم وخلى الموظف اللي بمكتبه يدفعه للشيبة وكأنه ألزم مؤسسة الكهرباء بالسداد ألفوري و غادر الحاج وهو مرتاح مسرور بشكل لم يتصوره احد موقف وتصرف من القاضي خليل فيه من النبل والإنسانية مالايمكن وصفه مهما قيل فيه او كتب عنه تتجلى فيه الإنسانية في أروع وأبهى صورها ومعانيها