إنَّ المبادئ السامية، والقيم العليا، والعقائد الصادقة، والأخلاق النبيلة، تظلُّ كلها مُثلاً عليا، حبيسةً في الأذهان، إلى أن يوجد من ينزلها حقيقةً على أرض الواقع،
مهما كلَّفه ذلك من تضحيات؛ لأنَّ كل صاحب مبدأ وقيمة لا يمكن أن تبقى مبادئه أو تستمر إلا إذا ثبت عليها، ودعا إليها،
وضحَّى من أجلها، أيًّا كان هذا المبدأ وهذه القيمة
فما بالكم بقيم ومبادئ الحقوق التي كفلها لك الشرع والقانون. وكم من إنسان يتصور هذه المبادئ في ذهنه، ويتصدَّى للدفاع عنها في تخيُّله،
ويراها هي الحقّ-كل الحقّ-حتى إذا تحوَّل إلى عالم الواقع ترى الفرق الشاسع بين المبدأ والتطبيق، حين يقول ويعجبك قوله، فإذا به يجبن حين مواجهة الواقع،
فلا يدافع عن مبادئه ولا يثبت عليها، ويضعُف عن تمثيلها بنفسه،
بل ويُفضِّل مواراة الناس بما هم عليه من باطل على مجابهتهم بما هو عليه من الحقّ؛
فتسقط هذه المبادئ وكم نرى في هذي الأيام الكثير ممن كانوا بالأمس مؤمنين ان لهم قضية ووطن قدمنا لأجله قوافل من الشهداء والجرحى
وبمجرد حادثه بسيطة بين شخصين او بين قبيله وأخرى تجده يتجرد من وطنه وقضيته من اجل مصلحه شخصيه
قد كون له الحق فيها وقد يكون ليس له حق فيها ومن هنا نقول له ما هكذا تورد ياسعد الإبل