كان الهدف المعلن لدول التحالف العربي من حربها على اليمن هو استعادة الشرعية اليمنية الى العاصمة صنعاء التي طردت منها قبل قرابة الخمس سنوات. ولذلك ظلت نهاية الحرب مرهونة بالسيطرة على صنعاء، وهو مالم تستطع قوات الشرعية اليمنية والتحالف العربي من تحقيقه. ورغم ذلك لاتزال العاصمة صنعاء تحتفظ بمفاتيح السلام وتحتكرها، وقيادة التحالف العربي تدرك ذلك جيداً ولن تستطع تخطيه. وقد اصبح السلام ضرورة ملحة لمن بدأ الحرب ومطلب مشروط لمن اُبتلي بها، ولابد من إحلال السلام في اليمن أولاً حسب المعطيات الجديدة، ولكن لا وحدة بسلام ولا انفصال ممكن ان لم تقبله صنعاء وتباركه. ومن أجل إحلال السلام، لم تعد ما تسمى بالمليشيات الحوثية الانقلابية المسيطرة على شمال اليمن هي الهم الأكبر لدول التحالف العربي، فقد أصبح من يسيطر على صنعاء جدير بأن يُحاور وتلبى شروطه من أجل السلام الذي يمتلك مفاتيحه. ومن يسيطر على عدن ويطالب بحقه في حكم الجنوب لا تضر مطالبه دول التحالف العربي بشي ولن تعيق فرص السلام ان استطاعت قيادة التحالف العربي اقناع صنعاء بقبول المشروع الجنوبي. ولكن الهم الراهن الذي تعانيه قيادة التحالف العربي ويقف عائقاً في وجه فرص السلام هو التخلص من المليشيات الحزبية التي دعمتها خلال سنوات الحرب والتي ليس لها قبول لا في شمال اليمن ولا جنوبه.
لقد اعلنت قيادة التحالف العربي مؤخراً عن تغيير اهداف الحرب في اليمن وجعلت محاربة الإرهاب هو هدفها الأول. ومع مرونة تهمة الإرهاب وقابلية إلباسها كل من يخالف النهج، الّا ان المستهدف الحقيقي مشتبه به من قبل وستحظى محاربته بتأييد رعاة الحرب الكبار. فإن كانت قيادة التحالف العربي تخشى من موالاة مليشيات الاصلاح للحوثيين في صنعاء إن أُهملوا، فأن المواطن اليمني يخشى من الحرب المفتعلة التي سيخلقها التحالف لإخراج النمل من جحوره لغرض القضاء عليه. ولتفادي كلما يخشى لابد من إحترام راي الشارع الجنوبي، وتأدية حقوق صنعاء وكسب ودها.