سؤال يطرح نفسه في الساحة بقوة .. خصوصا بعد ان عادت الشرعية وعاد معها الظلام الدامس لعدن والجنوب كله وانعدام الخدمات والانفلات الأمني وتعذر معهم صرف رواتب ومستحقات الموظفين المدنيين والعسكريين بتعنت واضح للعيان ,, وعاد الإخوان المسلمين المتلبسين بالشرعية ليعود معهم الاغتيالات لكوادر الجنوب الامنية والعسكرية والمدنية ويعود مسلسل التعذيب والحرمان للإنسان الجنوبي و مسلسل البلطجة الى الساحة ليعيثون فسادا بأحياء عدن المختلفة بغرض إشغال الجهات الأمنية واشغال وتخويف المواطن بهذا النوع من الفساد والبغاء معا .. الاخوان المسلمين الذين يحاولون تفجير الموقف تارة في شبوة وتارة بالزحف الى ابين بغرض الانقلاب على اتفاق جدة وفرض الأمر الواقع كما فعلوا من قبل مع اتفاق الأردن عام 94م ,, بعد ان تركوا مواجهة الحوثي في مارب والشمال وتحويل قواتهم العسكرية بالزحف الى شبوة وحضرموت حيث منابع النفط التي تدر المليارات لجيوب المتنفذين المعروفين وحسابات الجماعة في انقرة والدوحة ومحاولة التقدم الى مدن محافظة أبين بغرض اعادة احتلال الجنوب ,, نعم الاخوان المسلمين وفرقهم الارهابية المختلفة الجهاد والقاعدة وداعش ومن خلفهم حلف – تركياقطرايران – فقد استطاعوا خلال خمس سنوات خداع التحالف بقيادة السعودية (الفاشلة دائما بكل مشاريعها في سوريا وليبيا وسيلحق اليمن بكل تأكيد ان لم يتم تدارك الأمر بالتنفيذ الحازم لاتفاق جدة ) فلا اظن ان علي محسن والمقدشي ومعهم السفير ال جابر استطاعوا خداع دولة لها استخباراتها الامنية والعسكرية ولديها المحللون والخبراء ولديها اصدقاء يمتلكون الاقمار الاصطناعية التجسسية والمعلومات الدقيقة عن كل شيء يجري على الارض .ان لم يكن ذلك خرقا في صميم الدولة او فشلا في سياستها الخارجية .. السؤال الذي يطرح نفسه الآن؟؟ هل تستطيع دول التحالف الحفاظ على هذا الاتفاق وتحقيق أهدافه التي تصب في مصلحة السلام في اليمن عموما وفي مصلحة دول التحالف نفسها لا خروجها من ورطة حقيقية ؟؟ ام انها ستذهب لتحقيق مصالح على محسن الأحمر ومشائخ الشمال والاخوان المسلمين بقصد او بدون قصد ؟؟ تحركات الشرعية و الإخوان المسلمين وهما (وجهان لعملة واحدة ) تؤكد أنهم في طريقهم لمحاولة التنصل من هذا الاتفاق وفتح باب لأجندة اخرى في محاولة بائسة لمحاولة تقطيع أوصال الجنوب وضرب وحدته ونسيجه الاجتماعي ومحاولة اعادة الجنوب الى باب اليمن وكسب الوقت للحشد العسكري القادم من الشمال وجلب العناصر الإرهابية وتاليب المغرر بهم لقتال اهلهم وذويهم في شبوةوأبين وإعطاء الفرصة للحوثي لتكثيف الهجوم على جبهات الضالع وكرش والازارق التي لم يعد غيرها مشتعلة منذ عام او اكثر وتنزل الهزائم بالحوثي وحلفائه في الشمال عموما !! وماذا لو استطاع هؤلاء إفشال هذا الاتفاق ؟؟ فان المواجهة العسكرية ستكون حتمية بل وضرورية لحسم الصراع وماذا سيكون موقف التحالف راعي وضامن هذا الاتفاق والى من سينحاز ؟؟ هل سيقف مع شعب الجنوب وحقه الشرعي في تقرير مصيرة ام سينحاز للطرف الاخر ؟؟ حتى الان ما زالت المؤشرات تؤكد جدية التحالف لإنهاء الصراع المسلح وعدم السماح للجماعات المتطرفة الإرهابية العودة للمنطقة ..وهذا من مصلحتها اولا واخيرا .. ولكن هل تكفي النوايا الحسنة دون تنفيذ فعلي ؟؟ خصوصا وان القوات الضخمة التي زحفت مئات الكيلومترات من مارب لتحتل شبوة لم تكن بعيدا عن اعين وعلم التحالف وفي مقدمتها السعودية !!