بقلم د. عوض احمد العلقمي.. بقيت الامم على مر التاريخ تتباهى بحضاراتها وثقافاتها اذا توجت بالاخلاق واذا ما اصيبت تلك الاخلاق بشيئ من الخلل او الزلل انما تفقد الامة اهم مقومات تلك الحضارات والثقافات ، من ذلك مانراه اليوم في الامة الغربية من سقوط اخلاقي يفقد حضاراتها كثيرا من رونقها وبهائها وافادة الامم الاخرى منها فنحن لا ننكر ما وصلت اليه الامم الغربية من غزو للفضاء وتسهيل للتواصل في ارجاء كوكب الارض اذ اصبح العالم بفضل الحضارة الغربية قرية صغيرة يستطيع الاب التواصل بابنه من شرق الارض الى مغربها مباشرة على الهواء ويستطيع الاخ زيارة اخيه من جنوب الارض الى شمالها في ساعات غير ان مع ذلك كله قد صاحب تلك الحضارة سقوط اخلاقي مدوي وصلت سوءته الى كل منزل في اسقاع الارض ليس على الامم الغربية فحسب بل على سائر الامم القاطنة كوكب الارض وواحدة منها الامة الاسلامية وسوف نورد في هذا المقال نماذج السقوط في ثلاث فئات : اولها فئة المراهقين ، ونورد من تلك المساوئ التي أصابت هذه الفئة على سبيل التمثيل لا الحصر: العقوق إذ اصبح الابناء لا يدينون في كثير من الاسر باي ولاء لوالديهم فضلا عن الانحراف السلوكي الذي مس الكثير من الشباب بسبب التقليد الاعمى للمنحرفين في الغرب ظنا منهم ان ذلك تقدما وحضارة وكذلك التسرب الذي اصاب طلابنا وطالباتنا في كثير من المؤوسسات التعليمية كأن تجدهم يقضون اوقات الدراسة وهم خارج الاسوار يعبثون بتطبيقات هواتفهم المحمولة ويتبادلون الفيديوهات الهابطة خلقيا دون اي وازع من دين او صحوة من ضمير ، ولم يفد من النت كما ينبغي الا القلة منهم ، وغيرها من المساوئ المستوردة كالتدخين والشمة والمخدرات والمسكرات بانواعها .... أما الغزو الفكري- وهو أخطر الادواء - التي اصابت شبابنا بالشلل التام في الفكر والحركة فاصبحوا فريسة سهلة للاستخبارات الغربية إذ جندتهم في تنظيمات ارهابية تحت مسمى الجهاد فلم يعد يفرق الشباب بين الحلال والحرام وانتهكت حرمة الانسان فاصبح الجميع ضد الجميع يقتل الشاب اخيه مبررا ذلك بمسوغات واهية ما انزل الله بها من سلطان اذ اصبحوا مجرد قتلة لبعضهم دون ان يدركوا شناعة مايفعلون....... واختتم المقال بقول الشاعر : وإذا أصيب القوم في أخلاقهم **فأقم عليهم مأتما وعويلا انتظرونا في الحلقة القادمة......