حرب اليمن هذا المسلسل الدموي الذي تعدى خمس سنوات دونما بوادر تلوح في الأفق لوقف هذا العبث.. حربٌ أكلت الاخضر واليابس فلم يعد هناك شي في اليمن يمكن القتال من أجله أو للتسابق عليه. جميع الاطراف المتحاربة في اليمن تقع عليها مسؤولية وقف هذا الخراب.. وقف هذا الدمار وقف هذا العبث وقف المتاجرة بارواح الالاف الغلابى في الجبهات بحثاً عن لقمة عيش من بين بارود الاسلحة الفتاكة. طرفي النزاع في اليمن لم ينتصر أحدهم ماحصل هو تدمير البلد شمالاً وجنوباً مرافق أفرغت من موظفيها تعليم توقف، وخدمات مقطعة ممزقة، جيش تمزق أرباً أرباً فيما تحول بعضه الآخر لجيش عقائدي سلالي طائفي ومليشيات لاتخدم سوى اجندات تتخذ من الشعارات البراقة عنوناً لها لتحقيق مآرب تجار حروب تجردوا من القيم الوطنية والانسانية واتخذوا من تلك الشعارات درباً للوصول لتلك الاهداف.. أي حرب هذه التي أعادت اليمن لمائتي عام للخلف؟؟!! أما آن لهذه الحرب ان تتوقف؟! هل هناك من خزة ضمير لاؤلئك تجار الحروب تجاه وطنهم وشعبهم؟! في اليمن بلد العجائب والغرائب.. بلد الكفاح والنضال- ايضا- استغلال سيء للوضع الراهن لانجد ابداً الرجل المناسب في المكان المناسب وهذا مايريده المخرج كما يبدو. جمعني لقاء مقيل مع عدد من الاصدقاء والاقارب وكان محور الحديث عن حرب اليمن وخمس سنوات مضت ولا أمل يلوح في الأفق لوقف هذه الحرب وماتخللها من مواقف واحداث مدعاة للسخرية والشفقة معاً على حالنا والى اين نتجه؟! كان الحديث عن احداث مارب والجيش الوطني والمذبحة الاخيرة التي راح ضحيتها اكثر من مائة جندي من ابناء الجنوب. علق أحد الحاضرين بالقول العالم وماجرئ ويجري فيه من معارك عن الأقل حتى تسميه المعارك لها نصيب في المضمون والحدث ففي معركة الحلفاء ضد هتلر اطلقت عملية او معركة اسماها هتلر عملية اللحم المفروم.. بينما نحن في اليمن حتئ تسمية المعارك تتضمن الكثير من المهزلة وبدون طعم وكم يا تسميات وبالاخير القائد مع الجند يلقيها " أمفكة". لاتوجد نيه حقيقية للقتال وحسم المعركة لصالح الشرعية والتحالف - وربما المخرج يرى ان المسلسل لم ينته بعد- ويتضح ذلك من أسباب عدة لايعلمها الا تجار الحروب والراسخون في اللهف والنهب. علئ سبيل المثال تشكيل الالوية العسكرية في معظم الاحيان لاتبنئ وفق معايير واستراتيجيه تمكنها من القيام بدورها الذي شكلت لاجله ، حيث يتم استبعاد اهل الخبرة والكفاءة والقادة الحقيقيين لاسباب مغمورة. اعتقد على مستوى العالم الحديث كله ان القائد يجب ان تتوفر فيه عدة اشتراطات وفق تلك المعايير يتم اختياره ، الا في اليمن ممكن من اي سوق يمكن نكلف قائد ونسند له مهام قتالية لتحرير البلد.. أي مهزلة هذه..! والشواهد كثيرة. والتسميات حدث ولاحرج اللواء الثالث " يقاشع" واللواء الرابع "مجالبة" وبالاخير تطالعنا وسائل الاعلام بالصور كيف يصادر الحوثيين الاليات العسكرية دونما طلقة رصاص؟! طيب وين اللي يقاشع واللي يزابط واللواء اللي ينط كان احدهم يتواصل بي في مأرب ويحدثني عن المهزلة وقال:" نسيطر على تبة ونفلت حبتين.." قلت له تمام والله وتحررت البلد ورجع ذو يزن وعاد الزمن.. على التحالف العربي الذي يجد نفسه بين اطراف كل طرف لايريد سوى نفسه ان يعيد النظر في الجانب العسكري وان استمرت الامور بهذا الشكل فالحروب لسنوات اخرئ مستمرة.. لان اللواء الثالث لازال " يقاشع".