نعيش في زمان أقل ما نوصفه بأنه جاحد، بعد أن تصدر فيه الغوغاء، ونطقت فيه الرويبضة وأصبحت صاحبة الحل والعقد بشكل واسع في زمن الفيسبوك والوتس اب وتويتر، ومع كل هذه الضوضاء والضجيج ضاعت الحقيقة وتوارت على أرض الواقع. لست بمحل تقديم شكوى فالشكوى لغير الله مذلة، لكنني وتالله أحمل على عاتقي مسؤلية كبيره، وهي مهنيتي الإعلامية التي لم أجني منها غير التعب والمخاطرة والجوع والهلاك والإرهاق... سخرت حياتي منذ الطفوله في ميادين النضال والذب عن وطني بالسلاح عند اجتياح المليشيات لبلادي في 2015م، وبعدها رجعت لمواصلة تعليمي الجامعي، وحين سكت الجميع عن ما يدور في محافظة شبوه، لم نوقف مكتوفي الأيادي، تحركنا إلى جبهات القتال وحملنا أرواحنا على أكفنا ونقلنا للعالم كل ما كان يدور في محافظة شبوة بالصوت والصوره. حين اخترت هذا الطريق لأكون بجانب القوات الجنوبية حين غاب الإعلام وحين اختفت عدسة الكاميرا، هو جزى من شعوري وانتمائي الوطني، وليس مقابل مكاسب ماديه، كما تعودت كثير من الأقلام بأن تكتب بمقابل، أي أقلام (الدفع المسبق) مكثت في شبوة وأبين وسط لهيب المعارك، وحرارة الشمس ورمال أرض شبوة وأبين من أجل هدف سامي وغايه نبيله وهي نقل الحقيقه للعالم ورفع معنويات أهلنا في الجنوب. كل ما عملناه وما سوف نعمله في المستقبل لا نمن فيه على الوطن ولا يساوي قطرة دم شهيد، لكن كان يجب الإلتفات لنا من قبل قيادتنا، التي تقابل ما نقوم به بالتهميش وعدم المبالاة .. رغم الإمكانيات التي نراها تذهب لمن كان ينصب لشعب الجنوب وقضيته العداء، واصبح الكثير منهم سيوف على رقابنا، على الرغم بأن القيادة يعلمون جيدا ان لا مصدر لنا، سوى العمل بهذا المجال. انا مصور وصحفي لدي تجربتي في تلك الحرب سأرويها ذات يوم وافصح عن تفاصيل تلك الأحداث التي كنت شاهد عيان في شبوة. لست نادما انني رافقت القوات الجنوبية بل فخورا ولكنني العن نفسي بين حين واخر ان الجميع ينسب انتمائي للمجلس الانتقالي. الذي ابعد الكثير من الشرفاء والمناظلين، ولم يتسع لنا. لا يوجد لي اي انتماء الا انتماء واحد وهو (الجنوب) وسوف نذب عن ترابه بكل المجالات.. حكايتي طويلة من المعاناة، التي لا تنتهي.