يُعرف الثعلب بصفة المكر والحيلة كإسلوب يستخدمه في صيد فرائسه أو التملص من الوحوش المفترسة ومع ذالك قد لا يفيد نفسه بالمكر في غالب الأحيان ولا يبلغ به مراتب القوة والمنعة والشرف والمجد. وقس على ذالك السياسة التي أنتهجها حزب الإصلاح المنضوي تحت إطار الشرعية في تعامله مع خصومة في الداخل أو مع من يدعي أنهم شركاءه في التحالف العربي. منذ بداية تبني الحزب لثورات أطلق عليها مسمى الربيع العربي وحتى اليوم لم يلاحظ له مساراً ونهجاً سياسياً واضحاً في تعاملة مع الجميع فعدوة بالأمس قد يصبح حليفه اليوم ،، والعكس صحيح ينقلب علئ شركاءه فيعدهم أعداء ،، هذا الأسلوب تكرر منذ نشأته وتحالفة مع صالح في حربة على الجنوب والحزب الإشتراكي عام 94م ثم مالبث أن تخلى عن صالح وبارزة العداء ليتحالف مع الإشتراكي وحزب الحق ( الحوثي) والأحزاب الأخرئ في مكون سياسي اطلق عليه أحزاب اللقاء المشترك وهكذا حتى فجر حرباً في اليمن لم يحسب لنتائجها حساباً وكاد أن ينقلب السحر على الساحر لولا تدخل التحالف العربي حينها هلل وكبر وقال لهم انتم السند والعون أبيدوا الجميع حتئ ولو يبقى من الشعب مليون نسمة دون بقاء الحوثي لإرتضينا بذالك. طبعاً كانوا يقصدوا المليون الذي سيبقى هم بعض أعضائهم الهاشميين المهمين الذين تم إجلائهم إلى الخارج وأغدقوا عليهم الأموال وفتحوا لهم الفنادق وبنوا لهم المساكن حتئ استحسنوا معيشتهم وبذخهم فما أرادوا لهذه الحرب أن تنتهي فتواكلوا وتقاسعوا ومكثوا حيث هم في مختلف الجبهات طيلة خمس سنوات ولكن مانغص عليهم سعادتهم هي الغيرة من إنتصارات صنعها أبناء الجنوب في مختلف صعيد الجبهات ولذالك بادروهم العداء وتهجموا عليهم إعلامياً وسياسياً وعسكرياً ولكن لم ينفعهم ذالك فمارسوا ضغوطاتهم ورموا جميع أوراقهم على التحالف فسلموا جبهات البقع ومعسكرات مارب والجوف للمليشيات الحوثية دون قتال ظناً منهم أن ذالك سيربك دول التحالف وسينفذون لهم مأربهم. الحقيقة لقد إستنفذوا جميع أوراقهم وأصبحوا في وضع لا يحسدون عليه من الضعف والخزي والإرتكاس، كلما أوقدوا ناراً للفتنة أطفأها الله، أضحوا كدجاجة تستحم بغبار من القاذورات وكل ما بنوه يدمروه بإيديهم نتيجة الحقد والطمع والأنانية. واليوم بدأت تظهر دعوات مناصريه بمعادات دول التحالف ووصفها بدول إحتلال وتبني دعوات أخرئ داخلية يمدوا من خلالها أيديهم إلى أعداء الأمس (مليشياء الحوثي) تحت عنوان مصالحة وطنية. سياسة تخبط وغباء سياسي وجفاف أخلاقي بعيد كل البُعد عن الثوابت والمبادئ والقيم الإنسانية والوطنية.