التصريح الصحفي الذي أدلى به الناطق الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي عبر فضائية عدن الجنوبية طالبا فيه توضيحا من قيادة التحالف العربي، وتحديدا المملكة العربية السعودية حول أوامر منع أربعة من قادة المجلس المجيء إلى عدن من العاصمة الأردنيةعمان، كان مادة دسمة للإعلام المعادي وللقنوات التابعة له. التصريح رغم أنه لم يكشف للشعب أسباب ودواعي وجود القادة الأربعة في الأردن ولم يتطرق للمهمة التي يؤدونها هناك، إلا أنه من حيث إلقاؤه كان إعلاميا ضمنيا موجها للشعب أكثر من أن يكون موجها لقيادة التحالف، ومع ذلك فإن الخارجية السعودية لم تتأخر في الرد ولم تتردد في تقديم تعليقا مقتضبا وليس توضيح بعد ساعات قلائل من نشر التصريح على الملأ لكنه لا يجرح أحد من الطرفين، جاء هو الآخر عبر شبكة التواصل الاجتماعي أيضا غير موجه للطرف الذي طلب التوضيح. ذلك لكون السعودية راعية لاتفاق الرياض المبرم بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية اليمنية الأمر الذي حتم عليها صياغة التعليق بطريقة دبلوماسية بحيث يكون عموميا داعيا إلى تنفيذ بنود اتفاق الرياض ومكافحة الفساد والإرهاب والابتعاد عن المشادات الكلامية والمهاترات الإعلامية وتحقيق رغبات اليمنيين في الأمن والاستقرار والعيش الكريم. عمومية يستفيد منها الطرف الذي بحوزته سلكا دبلوماسيا، الحكومة الشرعية تمتلك السلك الدبلوماسي بينما يفتقر المجلس الانتقالي سلكا يمثله دبلوماسيا. فلا شك أن تعليق الخارجية السعودية جاء مقنعا لطرف الحكومة الشرعية، فهل اقتنع به طرف المجلس الانتقالي أم جاء مخيبا لطلبه؟! في كلا الحالتين فإن المجلس الانتقالي مضطر إلى نشر تصريح يوضح من خلاله موقفه من تعليق الخارجية السعودية، يكون موجها للشعب الذي لم يكن يعتقد بأن التصرف الذي قضى بالمنع هو مسألة سياسية معقدة لولا إشهارها بواسطة الفضائية فقد جرى الاعتقاد في البداية بأن الإجراءات متعلقة بالصحة والفحوصات الطبية لمواجهة تهديد فيروس كورونا الذي لا يفرق بين مسئول ولا قيادي ولا مواطن بسيط عادي. الشعب على يقين بأن مسائل مثلها عادية وتحصل في البلدان التي يدور فيها الحروب ولا تحتاج إلى هذا الضجة الإعلامية ضد السعودية الناتجة عن تصريح ضد السعودية قد يطيح بالناطق الرسمي كما أطاح بالناطق الرسمي الأول تصريح ضد السعودية. وفي الوقت ذاته يبدي الشعب استغرابه من عدم إمساك المجلس الانتقالي بزمام الأمور في دن والجنوب رغم بسط سيطرته ميدانيا على الساحة الجنوبية منذ 2015م أي منذ خمس سنوات وما ينجم عن ذلك من تجاوزات. ويتساءل الشعب لماذا لم يتصل المجلس الانتقالي بقيادة التحالف العربي في عدن ويطلب التوضيح ويتواصل معها – أي قيادة التحالف – كونه يعمل معها في خندق واحد ولجنة واحدة وتحالف واحد، وبناء على الاتصال والتواصل والتنسيق الدائم يمكن معرفة كل الأمور التي تجري مباشرة ولا تحتاج إلى إعلانها عبر الفضائيات. وإذا استدعت الضرورة إصدار تصريح وحتى إعلان وبيان مشترك حول كافة الأمور وليس تأجيل عودة القادة الأربعة وحسب. فالمجلس الانتقالي شريك فاعل في التحالف العربي ميدانيا ولا ينبغي له أن يستسلم لردات فعل متسارعة ويخضع نفسه لاندفاعات تكشف ضعف التنظيم والإدارة للمسائل والأزمات في كل المجالات مما يؤثر على عودة ومصير دولة الجنوب.