لا شك أن الجميع بات يدرك حقيقة كيفية تعامل التحالف مع الجنوبي باستخفاف وكل قواه وفصائله بمختلف مشاربها وأفكارها، بعكس القوى الشمالية التي يتعامل معها بجدية، في الوقت الذي قدمت أغلب القوى الجنوبية للتحالف كل شيء، والتحالف يقابلهم بالاستخفاف، حيث أن القوى الشمالية لم تقدّم شيء بل أنها استنزفت التحالف، ولهذا وجب على جميع الجنوبيين أن يلتقطوا ولو لمرة واحدة هذه الفرصة، ويوصلوا رسالة قوية بأن لا تحالف ولا أي قوة كانت تمتلك الحق في منع أي جنوبي من العودة إلى أرضه مهما كان حجم الخلاف. الأمر لن يقف عند طرف واحد أو جماعة، ففي البداية تم منع هادي من العودة إلى أرضه وبلده برغم اعتراف العالم به كرئيس شرعي، ومن ثم تم منع الوزير نائف البكري من العودة، والآن تم منع قيادات الانتقالي من العودة إلى أرضهم ووطنهم، وكل هؤلاء في النهاية جنوبيين وبالمقابل علي محسن يتجول في حضرموت الجنوبية! إن هذا التعجرف والصلف والتسلّط كنا نحن الجنوبيون مشاركين فيه بسبب خصومتنا التي تعدّت جميع الحدود، بل وأصبحت شخصية مناطقية سمحت للجنوبي أن يرضى بالأجنبي أن يطرد أخاه، بل ويتحكّم بقراره وسيادته ويحتل مطاراته وموانئه وحتى التعيينات العسكرية منها والمدنية في اعتقال هذا وإقالة ذاك، وكل هذا برضى من بعض الفصائل المناوئة للطرف الآخر، وكل طرف يتشفّى بأخيه الجنوبي بعصى التحالف، والآن أصبحت كل الأطراف تئن جمعي وفرادى من عصى التحالف. الفرصة الآن سانحة بأن يقول الجنوبي كلمته، وأن تكسر القيادات قيود التبعية، وهذا ليس بأمر مستحيل، ولنا في القوى الشمالية خير مثال، فهما تقاتلوا واختلفوا إلا أنهم يتركون باب الوصال بينهم دائماً مفتوح.