أن للمنايا خيارات وأنها لمشيئة العلي القدير, هكذا شاء وهكذا قدّر فلا مرد لحكمه وقضائه أنه الموت وهو حق . يوم السبت الموافق 21/ مارس / 2020م , وفي أحدى مشافي الهند رحل عن أديم الأرض وهذه الدنيا الفانية أحد أبطال الجنوب وأساطين الثورة الاكتوبرية وربابنتها الأشاوس الأفذاذ رحل المناضل الثائر – الثوري ( قائد علي الغزالي ) , رحل عنا من سلب قلوب رفاق دربه وأهله بعد كفاح مجيد ونضال عنيد طويل وشاق ومضني وحافل خاضه في مختلف جبهات القتال جنباً إلى جنب مع رفاق دربه من أجل تحرير الجنوب من دنس الاستعمار البريطاني . لقد عرفت جبال ردفان وفحمان الشوامخ المناضل والثائر والمكافح والمجاهد الغزالي أسداً هصوراً وسيفاً صمصاماً يومها كانت زخات رصاصات بندقيته تنطلق لتصلي بوقيذها جحافل جنود المستعمر البريطاني الغازي حمماً . لقد تربى فقيدنا الراحل في مؤئل النضال ( ردفان ) – لا يهاب الموت ولا يهمه أن يكون حتفه وعلى أي جنب يموت . لقد نذر الفقيد حياته لوطنه ووضع رأسه على كفه ونعشه على كتفه منذ البواكر الأولى للثورة الاكتوبرية صبيحة 14/ أكتوبر /1963م . يعد الفقيد الراحل ممن سطروا أنصع الصفحات الزاهية في الفداء والتضحية عبر مسيرة النضال الوطني وممن بذروا تربة الوطن المعطاء وغرسوا فيها فسيل الثورة والدولة – شخصية أضاءت الطريق لرفاق الدرب وهم يخوضون غمار الحياة النضالية والكفاحية ضد الوجود الاستعماري . لقد كان فقيدنا الراحل في طليعة المناضلين الأوفياء ممن نذروا أنفسهم وجل طاقاتهم وإمكاناتهم من أجل الانتصار لقضايا الوطن والشعب وفي مقدمتها التحرر من الاستعمار والدفاع عن حياض الوطن وفي سبيل العزة والكرامة والسيادة ولذلك فأن الحديث عن المناضل الغزالي يعد جزء من نضال شعب وتاريخ أمة وهزيمة إمبراطورية . لقد عمل الفقيد الراحل بكل تفاني وإخلاص في سبيل الذود عن الثورة الاكتوبرية ومنجزاتها بكل جهد وتواضع الثوريين المخلصين , لقد كان مناضلاً صلباً لم تلن له قناة وجسد في كل منعطفات الدروب العصيبة والشائكة التي مرت بها الثورة والدولة في الجنوب معنى التحدي والعزيمة والإصرار . لقد رحلت عنا أيها القائد والأب .. رحلت ونحن أحوج ما نكون إليكم وإن فراقكم لحسرة ولبعدكم عنا لحرقة ولكن إذا بعدتم عنا وغادرتم جسداً فأن نضالكم سيبقى لنا دليلاً وسيرتكم أريجاً وعبيراً ويظل طيفكم حاضراً بيننا نحن أهلك , أقربائك , رفاق دربك , أصدقائك , وأبناء رفاق دربك وكل من عايشوك جميعاً . رحم الله الفقيد رحمة الأبرار وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان واسكنه فسيح جناته إنا لله وإنا إليه راجعون