أن للمنايا خيارات وإنها لمشيئة الله العلي القدير ,هكذا شاء وهكذا قدر فلأمرد لحكمه وقضائه ,انه الموت وهو حق ,يوم الثلاثاء الموافق 1/ابريل /2014م رحل عن أديم الأرض وهذه الدنيا الفانية احد إبطال الجنوب وأساطين الثورة الاكتوبرية وربابنتها الأشاوس وكان معها الوطن عامه وردفان خاصة في موكب جنائزي مهيب لرجل سكن قلوب اهله ورفاقه وتفكير من عايشوه وعرفوه وكان وداع القلوب المؤمنة والأعين الدامعة والأنفس المكلومة بالأسى والحزن بعد عمر حافل بالعطاء والمعاناة رحل المناضل صالح علي الغزالي رحل بعد كفاح مجيد ونضال عنيد ,طويل ,شاق ,مضني وحافل خاضه في مختلف جبهات القتال جنبا الى جنب مع رفاق دربه من اجل تحرير الجنوب من دنس الاستعمار البريطاني ,لقد عرفت جبال ردفان الشامخة المناضل والثائر والمكافح والمجاهد الغزالي اسدا هصورا وسيفا صمصاما وكانت زخات رصاصات بندقيته تنطلق لتصلي بوقيذها جحافل جنود العدو حمما ,لقدتربى فقيدنا الراحل في موئل النضال ( ردفان )لايهاب الموت ولايهمه ان يكون حتفه وعلى أي جنب يموت ,لقد نذر الفقيد حياته لوطنه ووضع رأسه على كفه ونعشه على كتفه منذ البواكر الاولى للثورة الاكتوبرية الخالدة وبناء الدولة الحديثة في الجنوب ,لقد كان لفقيدنا الراحل دورا مشهودا وحافلا مسجلا في ذاكرة سفر التاريخ المجيد ,غداة انطلاق الثورة الاكتوبرية صبيحة 14 الكتوبر1963م واستشهاد لبوزه قام المناضل الغزالي بتحرير رسالة يوم 15 اكتوبر 1963م موجهه الى المناضل قحطان محمد الشعبي وماتتعرض له ردفان من هجوم بربري غاشم على ايدي القوات الغازية وكانت اول رسالة تصدر عن جبهه القتال وتعد بمثابه البيان رقم (1)وقد حمل هذه الرسالة المناضل صالح احمد البكري ,يعد الفقيد الراحل ممن سطروا انصح الصفحات الزاهية في الفداء والتضحية عبر مسيرة النضال الوطني وممن بذروا تربة الوطن الحبيب وغرسوا فيها فسيل الثورة,شخصيه أضاءت الطريق لرفاق الدرب وهم يخوضون غمار الحياة النضالية والكفاحية ضد الوجود الاستعماري ,لقد كان فقيدنا في طليعة المناضلين الأوفياء ممن نذروا انفسهم وحياتهم وجل طاقاتهم وامكاناتهم من اجل الانتصار لقضايا الوطن والشعب وفي مقدمتها التحررمن الاستعمار والدفاع عن حياض الوطن وفي سبيل ألعزه والكرامة والسيادة ولذلك فان الحديث عن المناضل الغزالي يعد جزء من نضال شعب وتاريخ أمه وهزيمة إمبراطوريه ,لقد عمل الفقيد الراحل بكل تفاني وإخلاص في سبيل الذود عن الثورة الاكتوبرية ومنجزاتها بكل جهد وتواضع الثوريين المخلصين ,لقد كان مناضلا صلبا لم تلن له قناة وجسد في كل منعطفات الدروب العصيبة التي مرت بها الثورة والدولة في الجنوب معنى التحدي والعزيمة والاصرار,لقدر حلت عنا ايها القائد والاب ..رحلت عنا ونحن أحوج ما نكون اليكم ..وان فراقكم لحسره ولبعدكم عنا لحرقه ..ولكن اذا بعدت عنا وقادرتنا جسدا فان نضالك سيبقى لنا دليلا وسيرتك اريجا وعبيرا ويضل طيفك حاضرا بيننا نحن اهلك ,أقربائك ,أصدقائك ,محبيك ,رفاقك ,وابناء رفاق دربك جميعا ,وحقا ايها الفقيد القالي ان على خطاكم لماضون وعلى دربكم لسائرون وحتما سوف ينصف هذا الوطن من ادران الفساد والمفسدين والعابثين وستنتصر خيارات شعبنا حتما . رحم الله فقيدنا رحمة الابرار والهم اهله الصبر والسلوان واسكنه فسيح جناته مع الانبياء والرسل والصديقين والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقا إنا لله وإنا إليه راجعون .