إخواني وأبنائي الأعزاء.. كثيرا ما تطالعنا الصحافة المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي عما يجري في الوطن وبخاصة عدن ولحج.. الذي تؤكد على أن ما نطلع عليه وما نراه اليوم من احتقان ومواجهات وضغائن بين أبناء الوطن الواحد وما يحدث من إراقة للدماء وإزهاق للأرواح في عدن ولحج وغيرها تدفعني إلى النصح ومخاطبة عقول وضمائر إخواننا وأبنائنا من القادة العسكريين للقطاعات العسكرية والأمنية التي ظهرت بعد الحرب الأخيرة ممن يحتكمون لبعض القوى السياسية كالمجلس الانتقالي أو الشرعية أو التحالف أو سواهم، وخاصة ما يحدث في عدن لا يخدم أبناء الجنوب إن كانوا حريصين عليه . وإن عدن ولا أبناؤها الأبطال الأخيار ممن دافع عنها وقدم الشهداء في وجه زحف الحوثيين يستحقون هذه الفوضى المدمرة وقتل الناس في الشوارع والاقتتال في شوارعها واحيائها لأتفه الأسباب كما حدث في كريتر مؤخرا أو ما يحدث يوميا من اقتتال على الأراضي والاستحواذ عليها بقوة الأطقم كما يحدث في محافظتي عدن والحج ودون رادع من ضمير أو أخلاق أو دين وصولا إلى البسط على المعالم التاريخية والأماكن الأثرية ومؤسسات الدولة والمنطقة الحرة وأحواض الملح، بل وصل الأمر إلى احتلال بيوت الناس، وكلها أمور مخيفة لأنها لا تعبر عن مستقبل واعد للجنوب كما نتكلم عنه، فما يحدث هو الأسوأ مما يحدث من أمراء الحرب في الصومال الشقيق أخرجنا الله وإياهم من هذه الكارثة . فأين هي رؤيتنا لبناء عدن والجنوب بأفضل ما يمكن وبأحسن مما كانت عليه في ظل السلطات السابقة ؟ الذي لم يصل فيه الانفلات والفوضى والاحتقان إلى هذا المستوى الذي وصلت إليه الأمور من سوء وعلى مختلف المجالات لم يعهده الجنوب منذ ما بعد الاستقلال الوطني. إخواني وابنائي الأعزاء.. إننا نشهد هذه الأيام أحداثا فردية يقوم بها البعض من إخوتنا قادة القطاعات والوحدات العسكرية والأمنية وهم إخوة أعزاء تربطنا واياهم أواصر الأخوة والدم الواحد والتاريخ المشترك ونحن وهم في السراء و الضراء سواء، تجاه إخوتهم من أبناء الصبيحة، حيث نتابع تكرار الاعتداءات والمواجهات وسقوط ضحايا وهو ما يدفعنا إلى تذكير إخوتنا وأبنائنا من القادة أن للصبيحة دور مشرف في كل مراحل الثورة والاستقلال والتحرير داخلين في المغرم مبتعدين عن المغنم وهم السياج الرجولي والبطولي الذي يذود و يدافع عن الوطن سواء وجدت الدولة أو ضعفت أو حتى انتهت، وهو ما نقوله عن أبناء ردفان الثورة والكفاح والنضال والتي كان لها شرف تفجير الثورة ولم يبخل آباؤها الأشاوس بأرواحهم في أي مرحلة من المراحل الوطنية. نقول ذلك ونحنا نعرف تاريخ الضالع صانعة الرجال و يافع العز والمدد و البطولة ولا نريد لهذا الوضع الشاذ أن يستمر بين الإخوة ولا نريد للاستهداف والاعتداءات أن تظل لأن ذلك لا يخدم إلا الأعداء وطالما ونحن نعيش على رقعة واحدة. إنكم أيها الأخوة قادة الأمر الواقع تقع عليكم مسؤولية كبيرة في استعادة بناء الدولة وذلك لا يمكن أن يكون إلا من خلال نموذجيتكم في أداء واجباتكم وشعوركم بأمانة المسؤولية التي حملتموها على عواتقكم فعفتكم ونظافة أيديكم وبسط الأمن ونشر العدل بين الناس واحترام حقوقهم الخاصة والعامة وتطبيق القوانين السارية في البلاد ذلك ما يجعلكم قادة نموذجين يحتذي بكم الآخرون، وبذلك سوف تعلق عليكم الآمال في بناء الدولة التي ناضل في سبيل تحقيقها آباؤكم وسقط الكثير من الشهداء الأبرار في سبيلها. لا أريد أن أعيد وأكرر ما حدث من اعتداءات مؤخرا والتي وصلت إلى الأطباء أو من اتساع النظرة الدونية تجاه أبناء الصبيحة والذي أنصحهم بعدم الانجرار والاندفاع وراء من يريدون إيقاعهم في مشاكل بينهم وبين إخوانهم من القيادات العسكرية والأمنية والذي لا يستفيد منها غير أفراد قلة من أصحاب المصالح، وبالقدر نفسه أريد من الإخوة الأعزاء من القادة السياسيين والعسكريين من الشرعية والانتقالي أن يدرأ الله الفتنة ويطفئوا نيرانها بين أبناء الوطن الواحد، وأن يكونوا أمناء في مواقعهم التي هم فيها عسكرية أو سياسية بالتعامل مع الجميع بنظرة واحدة وبمساواة عادلة، فلا تبنى الدول بالمناطقية والتعالي على الآخرين وأنا واثق من العقلاء والحكماء من إدراكهم لهذه القضية الوطنية الحساسة جدا، فجميعنا على سفينة واحدة فإما أن نبحر بها إلى شاطئ السلام أو نغرق ونحن غليها جميعا. اللهم إني بلغت.. اللهم فاشهد.